انضمام السعودية وقطر إلى مجموعة شنغهاي يعبر عن احتياج متبادل لدى الطرفين - باحث

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 19 سبتمبر 2021ء) يوليا ترويتسكايا. اعتبر الباحث بمركز الجزيرة للدراسات، الحواس تقية، أن انضمام كلا من السعودية وقطر إلى منظمة شنغهاي للتعاون يعبر بالأساس عن احتياج متبادل لدى الطرفين للتعاون بينهما​​​.

وقال تقية، في حديث حصري لوكالة سبوتنيك، "دول منظمة شنغهاي كبيرة وتمتاز بكتلة سكانية كبيرة وحجمها الاقتصادي كبير، ومن المفيد للسعودية وقطر المشاركة مع هذه الدول، لأن هذه الدول لها وزنها الديموغرافي ووزنها الاقتصادي، ومن ناحية أخرى هناك أيضا احتياج لدى مجموعة شنغهاي لانضمام قطر والسعودية، لأن من الأهداف التي تأسست عليها المجموعة القضايا المتعلقة باستقرار المنطقة".

وأشار تقية إلى أن "المناطق التي نعلم بأنها ليست مستقرة مثل أفغانستان، وبعض المناطق التي توجد بها مكونات إسلامية، ووجود دولتين مسلمتين خاصة السعودية بمركزها الاعتباري لأنها بلد الحرمين وبلد الرسول وقطر التي صار لها نفوذ أكبر في هذه المنطقة خاصة بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان ومشاركتها في إعادة إعمار أفغانستان والعمل على إعادة استقرارها، هذا سيفيد مجموعة شنغهاي لأن هذه الدول بحاجة لدول مسلمة معها وول لها نفوذ قد يساعد على استقرار تلك المناطق التي تحرص مجموعة شنغهاي على استقرارها حتى تمنع عن نفسها هذه الصراعات الإثنية والدينية �

�حتى تستطيع أن تتصدى للتنمية والتعاون، إذن هناك احتياج متبادل من جانب مجموعة شنغهاي والسعودية وقطر".

وأوضح تقية أنه "بالنسبة للسعودية هناك أيضا تطور آخر وهو أن السعودية الآن تبحث عن شركاء يعوضون إلى حد ما الابتعاد الأميركي والعلاقات التي لم تعد قوية كما كانت في الماضي، نعلم الآن أن أميركا لم تعد تريد الانخراط في المنطقة مثلما كانت من قبل وتريد الاهتمام بمنطقة الباسيفيك لاحتواء الصين، وبدأت تسحب منظومات دفاعية صاروخية من السعودية وتنقلها للأردن حتى تكون قريبة من العراق، السعودية أصبحت تدرك أن أميركا لم تعد ملتزمة كما كانت بأمنها، خاصة مع معارضة أميركا لحرب اليمن".

وتابع تقية "الأمر الآخر أن السعودية ترى مجموعة مواقف في أميركا مثل تقرير 11 سبتمبر الذي فهم عدة مرات أنه كما لو كان ورقة بيد أميركا للضغط على السعودية، ولكن السعودية تقول إنه لا يمثل ضغطا عليها، كذلك تقرير الاستخبارات الأميركية فيما يخص مقتل جمال خاشقجي والذي أدان مجموعة من مساعدي محمد بن سلمان، وإن لم يدنه هو شخصيا، هذه كلها تراها السعودية لا تراها السعودية مواقف ودية من دولة مفترض أنها حليفة، وهو ما جعل السعودية تتجه للشرق أكثر، فجعلت مشروع الطريق والحزام الصيني جزء من رؤية 2030 السعودية التي يراهن عليها محمد بن سالمان، ومؤخرا نرى أن هناك ت�

�ارب سعودي روسي، ولقاء وزيري الدفاع السعودي والروسي في موسكو وهناك اتفاقات على صفقات أسلحة وغيرها، خاصة المروحيات، السعودية ترى أنها بحاجة إلى أسلحة لمواصلة حربها في اليمن ولكي تحسن موقفها العسكري وتتفاوض من موقع قوة في اليمن، فأميركا رفضت وعارضت استمرار هذه الحرب ومنعت السلاح، والسعودية بحث من مصدر آخر للسلاح وترى أن روسيا مصدر مناسب للسلاح، ومن هنا كان التقارب".

وأكد تقية "إذا كانت السعودية تقترب أكثر من الصين، وعسكريا من روسيا، فهذا يعني أنها تقترب أكثر من مجموعة شنغهاي، لأن القطبين الرئيسيين في مجموعة شنغهاي هما روسيا والصين".

وتابع تقية "بالنسبة لقطر، فهي بالطبع لن تبتعد كثيرا عن أميركا، فقطر حليف استراتيجي والقيادة المركزية الأميركية في المنطقة موجودة في قطر، وقاعد العديد في قطر، ولكن قطر كذلك تبحث عن شركاء، قطر تنوع شركاتها الأمنيين، نعلم أنها تحالفت مع تركيا وهناك أحاديث عن تعاون استراتيجي بدأ يتعاظم مع باكستان واليوم هي موجودة في قلب منطقة شنغهاي، وهي الآن تقريبا القناة الوحيدة بين القوى الغربية وأفغانستان، عبر وجودها في باكستان، فكأنها ستكون على طاولة شنغهاي القناة الموصلة للغرب، لأننا نعلم أن الصين اعترضت على وجود أميركا في المجموعة، قطر ستكون هناك مم

ثلة لمصالحها ويمكن أن تقرب بين وجهات نظر القوى الغربية ومجموعة شنغهاي في قضية أفغانستان بالذات، كأنها تعمل على تقريب وجهات النظر بين الطرفين، قطر تعمل على تنويع شركائها منذ 201، ومن جانب آخر تريد لعب هذا الدور، وهو دور المساهم في استقرار دول منطقة شنغهاي، كذلك تريد الاستفادة من الوزن الاقتصادي لهذه الدول الذي ذكرناه من قبل".

وأشار تقية إلى أن "السعودية وقطر لن تكونا عضوتين كاملتي العضوية، وإيران التحقت أمس فقط، فيبدو لي أنهما سيكونان في بداية الالتحاق الكامل، وهي خطوات وأعتقد أنها يسعيان إلى الالتحاق الكامل بالمجموعة، لأن أميركا بدأت تراجع اتفاقاتها مع المنطقة وهؤلاء كذلك يحاولون التكيف مع ذلك وتعويض النقص الناتج عن الاستراتيجية الأميركية الجديدة".

وأوضح تقية أن "مجموعة  شنغهاي هي التي تطلب من الدول استيفاء الشروط للالتحاق وهو ما سيستغرق وقت، والصين وروسيا في الوضع الحالي لن يعوضا الدور الأميركي ولكن الأمر تنويع الشراكات، ولا زالت تلك الدول قادرة على الجمع بين التعاون مع الصين وأميركا ولكن في المستقبل قد يكون ذلك ممكنا إذا تزايدت التوترات بين الصين وأميركا، وهو ما سيجعل السعودية وقطر في لحظة اختيار وسيكون الاختيار صعب بالطبع، لارتباطهما عضويا بالشرق والأسواق المحتاجة بشدة للطاقة، لتصريف مواردها من الطاقة، وستسعى للموازنة بين ارتباطها الاقتصادي مع مجموعة شنغهاي وارتباطها الأمني �

�ع أميركا، ولكن سيكون احتمال انهيار ذلك التوازن قائم إذا توترت الأوضاع بين أميركا والصين، وكذلك إذا ارتفع التوتر بين روسيا والصين أو تزيد النزاع بين الهند والصين وهو ما سيؤثر على المجموعة ككل، ولكن حتى الآن هناك رهان على التوازن في المصالح والعلاقات بين الأطراف المختلفة".

ومنظمة " شنغهاي للتعاون" هي منظمة دولية سياسية واقتصادية وأمنية أوراسية. تأسست في 15 حزيران/يونيو 2001 في شنغهاي الصينية، على يد قادة ستة دول آسيوية؛ هي روسيا والصين، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان.

وقد جرى قع ميثاق المنظمة في حزيران/يونيو 2002، ودخل حيز التنفيذ في 19 أيلول/سبتمبر 2003. كانت هذه البلدان باستثناء أوزبكستان أعضاء في «مجموعة شنغهاي الخماسية» التي تأسست في 26 نيسان/أبريل 1996 في شنغهاي.

وتتمحور أهداف المنظمة حول تعزيز سياسات الثقة المتبادلة وحسن الجوار بين دول الأعضاء، ومحاربة الإرهاب وتدعيم الأمن ومكافحة الجريمة وتجارة المخدرات ومواجهة حركات الانفصال والتطرف الديني أو العرقي، والتعاون في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية وكذلك النقل والتعليم والطاقة والسياحة وحماية البيئة، وتوفير السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي 9 حزيران/يونيو 2017 انضمت الهند وباكستان إلى المنظمة كعضوين كاملي العضوية.