الجالية السودانية في الرياض .. روح التآلف والمحبة في شهر الخير

الجالية السودانية في الرياض .. روح التآلف والمحبة في شهر الخير

الرياض (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 06 مايو 2021ء) تبرز في أوساط الجالية السودانية المقيمة في مدينة الرياض عادات وتقاليد خاصة بشهر رمضان المبارك ، تشاطر في روحانيتها ومشاعرها المجتمع السعودي في صورة متقاربة عنوانها الأخوة والاحترام المتبادل .

وخلال هذا الشهر الفضيل ومع ما عُرفت به الجالية السودانية من حميمية العلاقات الاجتماعية ، يغتنمه الكثير منهم لتجديد أواصر القربى والمودة إضافة إلى تبادل الأطباق والمشروبات الرمضانية بين الأسر.

ويحرص السودانيون على عاداتهم الرمضانية ، وهناك تجهيزات تسبق الشهر الفضيل بتوفير المواد اللازمة لصنع المأكولات والمشروبات التي تتصدر موائد رمضان مثل "العصيدة والقراصة والتقلية والنعيمية وملاح الروب" إلى جانب مشروبات "الأبري الأبيض والحلو مر والكركديه والقونقليز"، إضافة إلى القهوة السودانية "الجبنة".

وفي حديثه لـ "واس" يقول أبوبكر حامد الأمين الذي يقيم في الرياض أكثر من 40 عاماً: إنه لم يشعر بالغربة طيلة هذه الأعوام، حيث تلاشت حالة الإحساس بالغربة بعد الاندماج مع المجتمع السعودي المضياف، وذلك نسبة لوجود بعض العادات المشتركة بين الشعبين السعودي والسوداني، ويضيف معلقاً على عادات رمضان: تكاد تكون متشابهة تماماً، خاصة في ما يتعلق بالإفطار الجماعي وكثرة الدعوات لتناول الإفطار أو السحور، مؤكداً الالتزام بالإجراءات الوقائية لمنع انتشار فيروس كورنا امتثالاً للتعليمات المقررة من الجهات المعنية في المملكة .

ويوضح حامد الأمين أن الجالية السودانية قادرة على التكيف مع البيئة والمجتمع السعوديين، حيث استطعنا أن نمارس العادات السودانية كما هي من حيث تناول الإفطار الجماعي سواء مع العوائل السودانية التي تحرص على دعوة المعارف والأقارب بشكل شبه يومي بغية التواصل والفوز بالأجر من الله -عز وجل- أو داخل الجمعيات التي تضم أعداداً كبيرة من العزاب، ولكن خلال هذا العام والعام السابق انحسرت العلاقات الرمضانية بين أفراد الجالية نتيجة للاحترازات الصحية بسبب "جائحة كورونا" التي تسببت في تغيير كثير من السلوكيات الاجتماعية، ليست في المملكة فحسب بل في جميع دول العالم، وعلاقاتنا مع الشعب السعودي متسمة دائماً بالاحترام والتقدير وبروح الأخوة الصادقة، مما جعلنا نُقيم في هذه البلاد المباركة سنوات طوال دون الإحساس بالغربة، حيث أصبحت السعودية وطناً لنا.

من جانبه يؤكد الرشيد فهمي الصايغ أن الجالية السودانية منذ سنوات تحرص على إقامة العديد من الأنشطة في شهر رمضان باستثناء مرحلة الجائحة، مثل إقامة الأمسيات الأدبية بحضور الشعراء والنقاد، والمعارض المتنوعة بالأنشطة الدينية والثقافية، إضافة إلى تنظيم الدورات والمنافسات الرياضية، إلا أنه مع ظروف الجائحة وبفضل ما توفره المملكة من إمكانيات تقنية، استطاعت الجالية تقريب المسافات بتنظيم الفعاليات ومواصلة الأنشطة الثقافية من خلال "الاتصال المرئي" عبر المنصات الإلكترونية والوسائط الاجتماعية، ويقول: سنظل نشتاق إلى الأعياد وساحات صلاة العيد، وتفقّد بعضنا بالزيارات، ولهو أطفالنا في الحدائق والمتنزهات، وإقامة مختلف المناسبات الاجتماعية.

بدروه يوضح نور الدين عثمان من سكان حي الناصرية أن العوائل السودانية تصنع روح التآلف والمحبة، وترسم الصور الاجتماعية الدالة على الترابط والتقارب، بداية من تبادل التهاني بحلول هذا الشهر الكريم، والمشاركة في إعداد وجبات الإفطار، كعادات تتكرر في كل عام، وتبادل المأكولات والمشروبات، وتنظيم الزيارات، ومشاركة الأطعمة مع سكان "الجمعيات"، مع حرصها على الاحتفاء بالمناسبات الدينية والاجتماعية التي تتزامن مع الشهر الكريم.

ويشير عثمان إلى أن الالتزام بالإجراءات الوقائية لم يمنع أبناء الجالية من ممارسة العادات والتقاليد الرمضانية، التي كانت في زمن ما قبل الجائحة تعدّ في جدول يومي حرصاً على حضورها، ولكثرة الإفطارات الجماعية والمناسبات كنا نجد في اليوم أكثر من إفطار جماعي ومناسبة، أما بعد الجائحة أصبحت اللقاءات أسرية وفي نطاق ضيق، كما تحولت معظم الاحتفالات إلى "إلكترونية"، مشيداً بدور أبناء الجالية في إطلاق المبادرات التي تدعو إلى الالتزام بالاحترازات مثل مبادرة "أفطر في البيت" وغيرها من الأنشطة الإيجابية التي تؤكد احترام تقاليد وأنظمة المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة.

من جهته يقول الأمين العام لجمعية الصحفيين السودانيين في السعودية عز الدين الجعلي: إن المملكة أتاحت للسودانيين ممارسة حياتهم الاجتماعية كما لو كانوا في السودان، مشيراً إلى تميز الشعبين السعودي والسوداني بالحميمية في العلاقات الاجتماعية، وتفضيلهم أن يكون شهر رمضان فرصة لتمتين صلة الرحم، وتقوية الروابط، ويقوم السودانيون من خلال جمعياتهم بتنظيم العديد من الفعاليات المتناسبة مع الشهر الفضيل ، مؤكداً أن الجائحة فرضت الإجراءات الاحترازية التي يلتزم بها السودانيون دعماً للجهود السعودية المباركة في السيطرة عليها.

وقال الجعلي: سنظل نتوق إلى اليوم الذي تعود فيه الحياة إلى طبيعتها حتى تعود الحياة كما كانت في رياض الخير، التي لها طعمها المميز.