محاولة إمداد أوروبا بالغاز القطري بدلا من الروسي فكرة ساقطة - خبير

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 01 فبراير 2022ء) اعتبر الخبير الدولي في قطاع الطاقة ومؤسس موسوعة "المعرفة" ، نايل الشافعي أن السعي الأميركي مع دولة قطر لإمداد أوروبا بالغاز بدلاً من الغاز الروسي هو عبارة عن "أفكار متعجلة يصعب تنفيذها على الفور، وتطرح في وقت غير مناسب".

وقال الشافعي، في مقابلة مع وكالة"سبوتنيك،  إن "البحث عن بدائل للغاز الروسي المصدر إلى القارة الأوروبية يتم في شهر شباط/ فبراير، أي عملياً قبل شهر من نهاية فصل الشتاء، الفترة التي يتزايد فيها استهلاك الطاقة للتدفئة"​​​.

وتابع أن الولايات المتحدة الأميركية ستحاول إيجاد مصادر للغاز وإقناع أوروبا بشرائه بدلاً من الغاز الروسي لأسباب سياسية، لكن الغاز القطري لن يغطي حاجة أوروبا حتى لو خصصت كل إنتاجها لهذا السوق.

وشرح الخبير الدولي في الطاقة لـ"سبوتنيك" صعوبة تنفيذ ما تريده واشنطن حالياً، موضحا أن قطر تبيع لدول آسيوية عدة، أبرزها الصين بأسعار عالية تتراوح بين 12 و24  دولاراً لكل مليون وحدة حرارية من الغاز، بينما يصل الغاز الروسي إلى أوروبا بسعر أقل من ذلك بكثير ويتراوح بين 2 إلى 5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية. هذا إضافة إلى أن الغاز الروسي يصل إلى الأسواق الأوروبية عبر أنابيب برية جاهزة ولا تتطلب سوى فتح "الحنفية" من الجهة الروسية، أما الغاز القطري، وهو غاز مسال يصدر عبر البواخر، فسيحتاج إلى عملية "فك إسالة"، وإقامة محطات كثيرة في المدن الأوروبية، وهو �

�ا لا قدرة لأوروبا على إنجازه سريعاً.

وعن كلفة عملية فك الإسالة أوضح  الشافعي أنها تبلغ دولار واحد لكل مليون وحدة حرارية، وبالتالي فإن المطلوب من قطر بيع الكمية المذكورة من الغاز المسال بدولار واحد فقط، حتى تنافس الغاز الروسي.

ويشرح الشافعي أن الجانب القطري طالب خلال الزيارة التي يقوم بها أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى واشنطن بضمانات أميركية بأن يقتصر التصرف بالغاز القطري، إذا تم تصديره إلى أوروبا، على الاستخدام لا البيع، لأن من شأن ذلك ضرب أسعار الغاز القطري في أسواق العالم لا سيما الآسيوية منها، وخلق سوق سوداء أوروبية لبيع هذا الغاز.

وعن الأسباب التي تدفع واشنطن لهذا التوجه قال الشافعي "إن 60 بالمئة من دخل الاقتصاد الروسي يتأتى من بيع "الهايدروكربون" أي الغاز والنفط، أي أنه يمثل العامود الفقري للاقتصاد الروسي، والإدارة الأميركية الديمقراطية تريد فعل أي شيء لتقليل المبيعات الروسية، وإضعاف اقتصادها".

وتابع "أما أسباب هذه الرغبة فتاريخية، إذ أن صناع السياسات في أميركا نشأوا منذ ثمانين عاماً، أي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية على فكرة مفادها .. نحن نقيض الاتحاد السوفياتي ثم روسيا، هذا أفضل تعريف عن أنفسنا".

وأردف " أما قطر فهي الخاسر الأكبر فيما يجري رسمه من سياسات".