إمداد أوروبا بالغاز القطري مكلف والجزائر في موقع قوة – خبير جزائري

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 01 فبراير 2022ء) جعفر خلوفي. أذكت الأزمة الأوكرانية، والتطورات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، مخاوف أوروبا من قطع روسيا إمدادات الغاز، المار أساسا عبر أوكرانيا، في حال تفاقمت الأمور إلى نزاع مسلح​​​. وضع متأزم أعاد الحديث عن إمكانية مد أوروبا بالغاز القطري، خاصة بعد منح الرئيس الأميركي قطر صفة حليف استراتيجي من خارج الناتو.

ورأى الخبير الاقتصادي الجزائري، محمد شريف ضروي، في مقابلة مع سبوتنيك، أن منح قطر صفة حليف استراتيجي من خارج الناتو حسب تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن "يعني أن الولايات المتحدة الأميركية تحولت، من مرحلة بناء قواعد عسكرية في دول الخليج، إلى مرحلة الشمولية ووجدت في قطر حليفا استراتيجيا، سيكلف بمهمة لصالح السياسة الخارجية الأميركية، نظرا لما أظهره من ولاء مطلق وتنفيذ دقيق للإستراتيجية الأمنية والدفاعية والاقتصادية لصالح أميركا، حيث ستتحول قطر إلى قائم بأعمال أميركا في الشرق الأوسط ككل، مقابل مزايا عديدة".

وأضاف ضروي، أن "هذه الترتيبات، تحيلنا مباشرة للحديث عن ملف إمدادات الغاز القطري لأوروبا، بطلب من الرئيس الأميركي نفسه، كتعويض أمام فرضية قطع إمدادات الغاز الروسي عن أوروبا، سواء حاليا أو في السنوات المقبلة، وتخليص أوروبا من تهديدات قطع الغاز الروسي عنها، الشيء الذي يؤثر بشكل كبير على استقرار الاقتصادي الأوروبي".

وتابع أنه "أمام هذه المستجدات يمكننا اعتبار قطر حلا ظرفيا، كونها تمتلك أكبر حقل غاز في العالم، رغم أن تجسيد هذا الإمداد فعليا عبر أنابيب سيكلف استثمارات كبيرة، ووقتا طويل كونه سيمر عبر بلدان أخرى لكي يصل إلى أوروبا".

وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر، قال الخبير ضروي "بهذه الوضعية في أوروبا، وفي حال قطع إمدادات الغاز الروسي، يمكن للجزائر أن تستفيد بشكل كبير بحكم الموقع الجغرافي جنوب حوض المتوسط وقربها من أوروبا، بالإضافة للخبرة المعاملاتية التجارية، وكذا وجود أنابيب لإمداد إيطاليا وإسبانيا، كلها حسابات مالية واستثمارات أقل بكثير مما هو مطروح في مشروع إمداد أوروبا بالغاز القطري، وكل هذا سينعكس على الأسعار التي ستمنح أفضلية للجزائر".

وأضاف "الجزائر ستكون في موقع قوة للتفاوض في هذا الملف التجاري الاقتصادي ذو الأبعاد الجيوسياسية، في حال ما تحركت في الوقت المناسب".

وحققت الصادرات الجزائرية من الغاز الطبيعي، نموا بـ 7.8 بالمئة في 2021، وتسعى، حسب تصريحات وزير  الطاقة والمناجم محمد عرقاب، إلى تكثيف إمدادات الغاز الجزائري إلى أوروبا الذي يمثل حاليا 30 بالمئة من الاستهلاك الأوروبي، وهو في المرتبة الثانية بعد روسيا.