لبنان.. رئيس الحكومة يعلن رسميا استقالة حكومته والرئيس يكلفه بتصريف الأعمال

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 11 أغسطس 2020ء) أعلن رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، اليوم الاثنين، استقالة حكومته وذلك بعد أيام من الانفجار الذي وقع بمرفأ بيروت الثلاثاء الماضي وأوقع عشرات القتلى وآلاف المصابين وما تلاه من احتجاجات شعبية مناهضة للحكومة، فيما قبل الرئيس اللبناني استقالة الحكومة وطلب منهم الاستمرار بتصريف الأعمال ريثما تُشكل الحكومة الجديدة.

وقال دياب، في كلمة متلفزة اليوم "أمام هذا الواقع، نتراجع خطوة إلى الوراء، للوقوف مع الناس، كي نخوض معركة التغيير معهم. نريد أن نفتح الباب أمام الإنقاذ الوطني الذي يشارك اللبنانيون في صناعته، ولذلك، أعلن اليوم استقالة هذه الحكومة".

وأضاف "إن منظومة الفساد القديمة يحاولون تحميل هذه الحكومة مسؤولية الانهيار الاقتصادي والدين العام وهو أمر معيب"، مشيرا إلى أنه "لم تتوقف الأبواق المذعورة عن محاولة تزييف الحقائق وحملنا مطلب اللبنانيين بالتغيير ولكن بيننا وبين التغير جدار سميك جدا".

وأكد دياب أن "منظومة الفساد أكبر من الدولة والدولة مكبلة بهذه المنظومة ولا تستطيع التخلص منها وقد انفجر أحد نماذج هذا الفساد في مرفأ بيروت"، مضيفا "اليوم وصلنا إلى هنا هذا الزلزال الذي ضرب البلد، لأن الفاسدين توحدوا في إطلاق الشائعات وعرقلة جهود الحكومة".

وتابع "لقد بذلت هذه الحكومة جهداً كبيراً لوضع خريطة طريق لإنقاذ البلد"، لافتا إلى أن "حجم المأساة أكبر من أن يوصف، لكن البعض يعيش في زمن آخر، لا يهمه من كل ما حصل إلا تسجيل النقاط السياسية، والخطابات الشعبوية الانتخابية، وهدم ما بقي من مظاهر الدولة".

وأردف قائلا "كان يفترض أن يخجلوا من أنفسهم، لأن فسادهم أنتج هذه المصيبة المخبّأة منذ سبع سنوات، والله أعلم كم من مصيبة يخبئون تحت عباءة فسادهم".

وعقب خطابه، توجه دياب إلى قصر بعبدا لتسليم الرئيس اللبناني ميشال عون خطاب استقالته.

بدوره شكر الرئيس اللبناني الحكومة المستقيلة وطلب منهم الاستمرار بتصريف الأعمال ريثما تُشكل الحكومة الجديدة، وذلك بحسب بيان لرئاسة الجمهورية اللبنانية.

وبوقت سابق اليوم، قدمت وزيرة العدل اللبنانية، ماري كلود نجم، استقالتها إلى رئيس الوزراء حسان دياب، على خلفية انفجار مرفأ بيروت.

وجاءت هذه الاستقالة الثالثة من نوعها، حيث أعلن وزير البيئة والتنمية الإدارية دميانوس قطار، أمس، استقالته من الحكومة، وذلك بعد ساعات على استقالة وزيرة الإعلام منال عبدالصمد.

كذلك قدم عدد من النواب استقالاتهم من مجلس النواب، من بينهم أعضاء يمثلون تكتلات نيابية مختلفة وآخرون مستقلون، وذلك على خلفية تداعيات الانفجار المدمر الذي تعرضت له العاصمة بيروت والتدهور الحاد في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والمالية، التي تشهدها البلاد.

وتشكلت حكومة حسان دياب في 21 كانون الثاني/ يناير الماضي من 20 وزيراً، خلفاً لحكومة سعد الحريري على وقع الاحتجاجات الشعبية التي تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية.

وكان انفجار قد وقع، مساء الثلاثاء الماضي، في مرفأ العاصمة اللبنانية وأدى، حتى الآن، إلى مقتل 158 شخصا، وإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين، ولا يزال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين.

وتسبب الانفجار في دمار هائل بالمرفأ وبالمناطق المجاورة له؛ وأعلن لبنان، إثر ذلك، بيروت مدينة منكوبة والحداد العام.

وقال مسؤولون إن الانفجار، وفق المعلومات الأولية، حصل جراء اشتعال وانفجار مواد كيميائية كانت مخزنة بالمرفأ منذ 6 سنوات.

ودعا الرئيس اللبناني الدول الصديقة للإسراع بمساعدة بلاده جراء الدمار الشديد الذي سببه الانفجار وسط أزمة اقتصادية حادة تعيشها البلاد.

وعقد مؤتمر دولي افتراضي لدعم الشعب اللبناني، بدعوة من فرنسا، أمس الأحد، تعهد خلاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن تكون المساعدات التي ستوجه للبنان مستقلة وتحت إشراف الأمم المتحدة؛ وأنه سيكون هناك تحقيق حيادي للوقوف على أسباب الانفجار.

وعقب انفجار مرفأ بيروت اندلعت المظاهرات المناهضة للحكومة، في الوقت الذي يعاني فيه لبنان من تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.