تداعيات انفجار مرفأ بيروت ستكون مؤثرة على الصراع بين الموانئ اقليميا ودوليا – خبيرة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 09 أغسطس 2020ء) رانية الجعبري. اعتبرت الخبيرة في جيوبوليتيك الميديا، حياة الحويك عطية أن تداعيات انفجار مرفأ بيروت ليست واضحة بعد، لأن جوهر الصراع في لبنان هذه المرة، ليس عربيًا اسرائيليًا كالمعتاد، مؤكدة أن هذا الصراع موجود وهو عنصر قائم في المشهد مئة بالمئة، لكن هنالك موضوع الصراع على الموانئ وهو بالمعنى الكبير بين الصين والحلف الأطلسي، وبالبعد الإقليمي الأضيق هو بين تركيا والإمارات​​​.

كما لفتت عطية، في تصريح لوكالة سبوتنيك، إلى أنه إذا تمخض عن مؤتمر المانحين دعم حقيقي للبنان فإن ذلك سيضع ورقة قوية بيد الرئيس ميشال عون تحديدًا، كما أنه، برأيها، "لن يمر وقت طويل حتى نرى حكومة في بيروت برئاسة الحريري".

وردا على سؤال حول إلى أين يمكن أن تتجه الأمور في لبنان بعد الأحداث الأخيرة؟ وقالت عطية "باعتقادي أن الأمور حقيقة ليست واضحة، لسبب بسيط وهو أنني أعتقد أن جوهر الصراع في لبنان هذه المرة، ليس عربياً إسرائيلياً كما اعتدنا، أكيد هذا الصراع موجود وهو عنصر قائم في المشهد 100 بالمئة، لكن هناك موضوع آخر البعض يبتعدون عنه، هو موضوع الصراع على الموانئ والصراع على الموانئ هو بالمعنى الكبير بين الصين والحلف الأطلسي، وبالبعد الإقليمي الأضيق بين تركيا والإمارات".

وأضافت عطية "الآن في هذا الصراع فرنسا والإمارات لهما دور مركزي (دور أوروبي لفرنسا ودور إقليمي للإمارات) لمحاولة السيطرة على ميناء بيروت وميناء طرابلس حتى".

ورأت الخبيرة الأردنية أنه "ومنذ بداية الحراك في لبنان [في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019]، كان واضحاً أن هنالك دوراً إماراتياً وآخر قطرياً في تغذية الحراك، وفي النهاية تعود الإمارات إلى تحالفها مع السعودية ومع فرنسا، والقطريين يعودون إلى تحالفهم مع تركيا، ليرتسم هذا المحوران على المستوى الإقليمي".

وتابعت قائلة "أعتقد أن زيارة إيمانويل ماكرون إلى بيروت، كان لها هدفان أساسيان؛ الهدف الأساسي كان موضوع أعادة إعمار المرفأ والذي تراهن فرنسا أن تأخذه بالتعاون مع الإمارات، والهدف الثاني، ومنه نستطيع فهم الانفتاح الذي قام به الجانب الفرنسي مع حزب الله، حتى يوافق لهم [الحزب] أولا على موضوع المرفأ ولا يقف في وجه الدولة عند اتخاذ هذا القرار، وثانيا الحصول على وعد من حزب الله بأن لا يردوا على إسرائيل سواء بموضوع شهيد حزب الله في سوريا، أو موضوع الاتهام بالمرفأ – إذا ثبت – أنا للآن لا أستطيع القول أن إسرائيل هي من قامت بتفجيره كما يقولون، إذ أن هن

اك احتمالات كثيرة مطروحة قد تكون إسرائيل واحد منها وقد لاتكون".

وبناء على ما سبق رأت عطية أن "هذا الصراع في لبنان بدأ ولم ينته بعد".

وأضافت "أنا خوفي الكبير أن نذهب إلى السيناريو الليبي، من المؤكد أن لا نصل إلى حكومتين كما هو الحال في ليبيا، ولكن باصطفافين، والاضطرار إلى نقل الفعاليات المرفئية من ميناء بيروت إلى ميناء طرابلس هي دليل على ذلك".

وحذرت من أن "القادم هو تصعيد صراع قوي جداً قد يكون عسكرياً وقد يكون بالمساعدات"، وتشرح "يعني فك الحصار عن لبنان من قبل الأميركان والأوروبيين لن يأتي مجاناً".

وأضافت "الآن ما رأيناه في بيروت يوم أمس من أعمال شغب ومن تكسير ومن اقتحامات كان له مؤشرات كبيرة، أولاً هو كان موجهاً لوزارات معينة تعني ما تعنيه بالنسبة للمرفأ والغاز والعلاقات الخارجية للبلد، وثانياً أن حزب 7 وجه نداء لاقتحام الوزارات، حزب 7 معروف أنه تأسس منذ البداية بدعم قطري وهو مرتبط بقطر". موضحة أن "هذا كان نوعا من الاحتجاج التركي القطري على الصفقة مع فرنسا، وطبعاً الناس غاضبة ومجروحة ومدمرة وتعبر عن ألمها هذا صحيح ولكن السؤال: ليس الناس ولكن من الذي يستغل ظروف الناس؟" مبينة أن "الإنسان المقهور المقموع لا يكون لديه استراتيجية بل ردة فعل�

� ولكن هنالك من يمتلك الاستراتيجية، وأحد بنود الاستراتيجية هو استغلال الظروف وردات الفعل".

وأشارت عطية إلى أهمية مخرجات مؤتمر المانحين المنعقد حاليا، مبينة أنه إذا تمخض المؤتمر عن دعم حقيقي سيضع ورقة قوية بيد الرئيس اللبناني ميشال عون تحديداً.

وأضافت "أعتقد أنه لن يمر وقت طويل حتى نرى حكومة في بيروت برئاسة (سعد) الحريري".

ووقع انفجار ضخم، مساء الثلاثاء الماضي، بمرفأ بيروت تسبب في مقتل 158 شخصا، وإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين، ولا يزال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين.

كما تسبب الانفجار في دمار هائل بالمرفأ وبالمناطق المجاورة له؛ وأعلن لبنان، إثر ذلك، بيروت مدينة منكوبة.

وقال مسؤولون إن الانفجار، وفق المعلومات الأولية، حصل جراء اشتعال وانفجار مواد كيميائية كانت مخزنة بالمرفأ منذ نحو 6 سنوات.

وانطلقت، بوقت سابق من مساء اليوم، أعمال مؤتمر المانحين لدعم لبنان، والذي دعت باريس إلى عقده، لتأمين دعم للبنان لتمكينه من مواجهة تداعيات الحادث.