وزيرة الاقتصاد السورية السابقة لسبوتنيك: الاقتصاد السوري سيتأثر حتما بكارثة مرفأ بيروت

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 08 أغسطس 2020ء) محمد معروف. الانفجار المأساوي الذي نسف مرفأ بيروت بكل ما يمثل من رئة للمنطقة ارتدت تداعياته على الشارع السوري بصورة مخاوف من زيادة التعقيد في الوضع الاقتصادي المتردي للبلاد التي عانت الحرب وتئن تحت وطأة عقوبات اقتصادية قاسية بالإضافة إلى تفشي وباء كورونا بشكل متسارع في البلاد​​​.

وحول التداعيات قالت وزيرة الاقتصاد السورية السابقة، لمياء عاصي في تصريحات لسبوتنيك "إذا تحدثنا بالبعد الاقتصادي، بالتأكيد سيتأثر لبنان كثيرا بخروج مرفأ بيروت من الخدمة، لأنه يستقبل حاليا حوالي 3100 سفينة سنويا و70% من البضائع المستوردة إلى لبنان تأتي عن طريقه، تقدر الأضرار حاليا بمبلغ 5 مليار دولار، اعتقد أن نسبة من البضائع التي كانت بالمرفأ تعود للسوريين فهم تضرروا كثيرا من هذا الانفجار".

وأضافت "الاقتصاد السوري حتما سيتأثر بشكل مضاعف لأنه يخضع سلفا لحصار جائر وعقوبات اقتصادية آخرها "قانون قيصر"، الذي يفرض عقوبات على الشركات الأجنبية التي تتعاون مع سوريا، ومن خلال هذا المرفأ الحيوي كان يمكن استيراد البضائع إلى لبنان وإعادة تصديرها برا إلى سوريا، فكان بمثابة الرئة لسورية في ظل حصار خانق، وما لم يتم رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، سيزيد البؤس في حياة الشعب السوري المنهك أساسا من حرب دامت عشر سنوات ومستمرة".

وحول اقتراح البعض في لبنان إن تقوم سوريا بتخفيض رسوم الترانزيت من أجل استخدام مرفأ طرطوس كجزء من الحل لكارثة مرفأ بيروت، قالت عاصي إن "تخفيض رسوم الترانزيت يمكن أن يساعد على تعزيز دور المرافئ السورية لتكون جزءا من الحل، بالرغم من أنها مسألة فنية وتخضع لاعتبارات معينة".

وأضافت "رسوم الترانزيت السورية ليست مرتفعة مقارنة بمثيلاتها من دول المنطقة، وفي كل الأحوال، فإن خروج مرفأ بيروت من الخدمة حاليا يجعل المعنين يبحثون عن البديل، لأن المرافئ اللبنانية في طرابلس وصيدا وصور، تعتبر مرافئ ذات طاقة استيعابية صغيرة، ولا تستطيع استقبال السفن الكبيرة القادمة إلى لبنان".

وأوضحت "يمكن للمرافئ السورية في كلٍ من طرطوس واللاذقية وهي الأقرب أن تشكل حلولا آنية معقولة، من حيث الأرصفة المتوفرة والمستودعات وعمق الأحواض، بينما مرفأ طرطوس يوجد فيه حوالي 22 رصيفا ومستودعات والعمق في بعض الأحواض يصل إلى 13 متراً".

واستطردت الوزيرة السابقة "المشكلة الكبرى اليوم تكمن في العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على سوريا والتي سوف تعيق حركة التجارة وأي إمكانية لتكون المرافئ السورية بديلا آنيا لمرفأ بيروت ويحل جزءا هاما من المشكلة".

كان انفجار قد وقع، مساء الثلاثاء الماضي، في مرفأ العاصمة اللبنانية وأدى إلى مقتل أكثر من 150 شخصا، وإصابة نحو 5 آلاف آخرين.

وتسبب الانفجار في دمار هائل بالمرفأ وبالمناطق المجاورة له؛ وأعلن لبنان، إثر ذلك، بيروت مدينة منكوبة والحداد العام.

وقال مسؤولون إن الانفجار، وفق المعلومات الأولية، حصل جراء اشتعال وانفجار مواد كيميائية كانت مخزنة بالمرفأ منذ 6 سنوات.

ودعا الرئيس اللبناني الدول الصديقة للإسراع بمساعدة بلاده جراء الدمار الشديد الذي سببه الانفجار وسط أزمة اقتصادية حادة تعيشها البلاد.