نصرالله يعرب عن رفضه للفدرالية في لبنان

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 27 مايو 2020ء) اعرب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، مساء اليوم الثلاثاء، عن رفضه لطرح الفدرالية في لبنان، مؤكداً حرص الحزب على حماية السلم الأهلي في البلاد وعدم الانجرار إلى حرب أهلية.

وقال نصرالله، في مقابلة مع إذاعة "النور" التابعة لـ"حزب الله": "نحن لدينا فوبيا (رهاب) الحرب الأهلية وهذه مفخرة لنا، فنحن قوة عسكرية تعمل لنا إسرائيل ألف حساب لكن لدينا فوبيا من الحرب الأهلية، وهذا ينطلق من حرصنا على البلد"​​​.

واضاف "نحن لا نريد الحرب الأهلية، حتى ولو كانت ستؤدي إلى أن نحكم لبنان، ومقتنعون بأن هذا البلد نتيجة تركيبته لا يدار إلا بالشراكة الوطنية الحقيقية،، ولسنا مع العزل ولا الإقصاء"، مشيراً إلى أنّ "مشاركة الجميع قد تؤدي إلى إعاقة، لكن لديها حسانات جيدة، وأدوات التغيير يجب أن تراعي تركيبة البلد والمخاوف الموجودة".

وتطرق نصرالله إلى مسألة الفدرالية، التي عادت لتطرح في الخطاب السياسي اللبناني، قائلاً "من المفترض أن نكون قد انتهينا من هذه المرحلة، وميزة المقاومة أنها لم تطلق شعارات غير واقعية، وبالنسبة إلينا هناك حدود في العمل السياسي والإصلاحي هي عدم الذهاب إلى حرب أهلية أو إعادة تقسيم البلد على أساس طائفي أو إعطاء العدو الإسرائيلي فرصة".

وأضاف "في الماضي تحدثتُ عن تطوير نظام الطائف من خلال مؤتمر تأسيسي، وتعرضتُ للكثير من الإنتقادات"، معرباً عن قناعته بأن النظام اللبناني "يحتاج إلى تطوير ولكن ليس على قاعدة نسفه بشكل كامل".

ورأى نصرالله "إصلاح النظام في لبنان أمر صعب والحل يبدأ من الناس والمشاركة الشعبية الواسعة".

ورداً على سؤال حول الحراك الشعبي في لبنان، قال نصرالله إن "من حق الناس التظاهر والضغط على الحكومة، والحراك يمكن البناء عليه، لكن بعض من كان يقف خلفه لم يكن مخلصاً للأهداف الحقيقية"، موضحاً أنه "منذ اليوم الأول للحراك كانت هناك قوى سياسية تعتبر أننا نحن من يقف خلفه، ولو تواصلت التظاهرات من دون توظيف سياسي لكانت الحكومة السابقة قادرة على أخذ مجموعة واسعة من الإجراءات نتيجة ضغط الشارع، ولكن عندما بدأت عملية تصفية الحسابات مع العهد والحكومة وحزب الله ورئيس المجلس النيابي تغير الموضوع".

وأضاف "في لبنان هناك من ينتظر عملاً ثورياً تغييراً على دفعة واحدة، وهو أمر غير متاح، ولذلك فإنّ معركة مكافحة الفساد تحتاج إلى وقت وهذا الأمر لا يحصل في سنة وسنتين".

وشدد نصرالله على أن "حزب الله معني في معالجة الوضع الإقتصادي والمعيشي، وهناك مجموعة من الأفكار والبدائل إذا أخذها لبنان من الممكن أن نضع البلد على سكة العلاج"، لافتاً إلى أنه "بالإمكان الخروج من الوضع الراهن لكن الموضوع يتطلب إرادة سياسية".

وتابع "نحن لم نمانع في الذهاب إلى صندوق النقد الدولي رغم معرفتنا المسبقة بعقلية الصندوق وشروطه وبالتالي نقول إنّ الشروط يجب أن تناقش"، مضيفاً "نحن لدينا خطة إقتصادية لم نعلن عنها لأنها ستحارب منذ اليوم الأول من دون أن تقرأ، لذلك قررنا العمل على إيصال البلد إلى خطتنا من دون أن نعلن أن هذه خطتنا، وذلك لكي لا يحكم عليها بالأعدام نتيجة الحقد والاستعداء الخارجي".

واعتبر نصرالله أنه "يوجد حل للأزمة الإقتصادية وهو أن يخرج لبنان من قبضة الحرص على الرضى الأميركي والإتجاه شرقاً".