مواجهات عنيفة في بيروت تسبق استشارات نيابية لاختيار رئيس الحكومة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 16 ديسمبر 2019ء) اندلعت مواجهات عنيفة في وسط بيروت، مساء اليوم الأحد، وذلك قبل ساعات على موعد الاستشارات النيابية التي يجريها الرئيس اللبناني ميشال عون لاختيار رئيس للحكومة، وسط توقعات بإعادة تكليف رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري لهذه المهمة.

ولليلة الثانية على التوالي شهدت منطقة وسط بيروت، البؤرة الرئيسية للاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ 60 يوماً، مواجهات بين المتظاهرين والقوى الامنية​​​.

وكما حدث في الليلة السابقة، بدأت المواجهات بشكل مفاجئ، خلال تجمع للمتظاهرين قرب ساحة الشهداء المجاورة لمبنى البرلمان، حيث عمد عدد من الشبان في إلقاء الحجارة والمفرقعات النارية على القوى الأمنية، التي ردت باستخدام قنابل الغاز المسيّل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم.

ولم يتضح حتى الآن السبب المباشر لبدء المواجهات، إلا ان لقطات نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت شباناً يقومون بالاعتداء على القوى الأمنية وعدد من المتظاهرين.

إثر ذلك، شهدت منطقة وسط بيروت عمليات كر وفرّ بين المتظاهرين والقوى الأمنية، على أكثر من محور، حيث سجلت مواجهات عنيفة عند المدخل الشمالي لساحة الشهداء، حيث يقع مقر حزب "الكتائب اللبنانية"، والمدخل الشمالي الممتد إلى جسر الرينغ وحي الخندق الغميق الذي تسكنه غالبية شيعية موالية لـ" حزب الله" وحركة " أمل" .

ومنذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل ستين يوماً، شهد وسط بيروت، ولا سيما ساحتا الشهداء ورياض الصلح، إلى جانب جسر الرينغ الحيوي، مواجهات إما بين مناصري "حزب الله" وحركة "أمل" والمتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام، أو بين هؤلاء المناصرين والقوى الأمنية.

ولكنّ مواجهات اليوم والأمس شارك فيها شبان من مناطق لبنانية أخرى، بما في ذلك متظاهرون من منطقتي طرابلس وعكار (شمال) ذات الغالبية السنية، قاموا برشق القوى الأمنية بالحجارة، فيما ردّت عليهم الأخيرة بإطلاق وابل قنابل الغاز المسيّل للدموع من مدافع مثبتة على آلية خاصة، بجانب استخدام خراطيم المياه.

ومن الجدير ذكره أن مواجهات ليل اليوم أتت أعنف بكثير من مواجهات ليل أمس، واكثر اتساعاً، حتى أنها امتدت في ساعة متقدمة إلى ساحة الشهداء، حيث أحرق شبان، يُعتقد أنهم مناصرون لـ" حزب الله" وحركة "أمل" الخيام التي نصبها المتظاهرون في هذا المكان، وسجلت، بخلاف اليومين الماضيين، مواجهات مباشرة بين الجانبين، بالإضافة إلى المواجهات الثابتة مع القوى الأمنية.

ودعت قوى الأمن الداخلي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، "المتظاهرين السلميين" إلى الابتعاد عن مكان المواجهات "لسلامتهم".

وأشارت قوى الأمن الداخلي إلى أنها "استمرت بضبط النفس لمدة ساعة ونصف الساعة وهي تتعرض للاعتداء بالحجارة والمفرقعات النارية، منها ما هي صنع يدوي وتحتوي على كرات صغيرة، من قبل المندسين، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوفها"، لافتة إلى أن "الأوامر أعطيت لعناصر مكافحة الشغب باستعمال القنابل المسيلة للدموع لأبعاد المعتدين".

وفي بيان لاحق، قالت قوى الأمن الداخلي إن "بعض المشاغبين يقومون بالاعتداء على المحال التجارية في شارع فوش والشوارع المحيطة، وتقوم قوى الأمن بملاحقتهم".

بدورها، دعت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن، في حديث تلفزيوني، "المتظاهرين السلميين" إلى مغادرة التجمعات في وسط بيروت وترك الساحات، مشيرة إلى أن هناك "مندسين" افتعلوا المواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية.

وأعربت الحسن عن مخاوفها من أن يكون هناك "مخطط للتأثير على الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف غداً"، لافتة إلى أن "القوى الأمنية لم تستطع أن تحدد حتى الآن الجهة التي يأتي منها المندسون".

ومن المتوقع أن يعيد الرئيس اللبناني تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة، بعد استشارات نيابية ملزمة، يتوقع أن يُحظى فيها رئيس الحكومة المستقيل بغالبية بسيطة للقيام بهذه العملية التي تُرجح الأوساط السياسية ان تستغرق وقتاً طويلاً، في ظل الخلافات الحادة بين القوى السياسية.

وكان الحريري أعلن استقالة الحكومة التي يرأسها في 29 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعد نحو أسبوعين على اندلاع أكبر موجة احتجاجات شعبية ضد السياسات الاقتصادية والاجتماعية.