ميشال سليمان:حكومة الحريري تمثل أقل من نصف اللبنانيين والتزامها بالنأي بالنفس محدد لنجاحها

ميشال سليمان:حكومة الحريري تمثل أقل من نصف اللبنانيين والتزامها بالنأي بالنفس محدد لنجاحها

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 13 فبراير 2019ء) اعتبر الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، أن الحكومة اللبنانية الجديدة لا تمثل أكثر من خمسين بالمئة من الشعب اللبناني، لم يشاركوا في الانتخابات التشريعية الأخيرة، مشيرا إلى أن التحدي الأبرز للحكومة هو قدرتها على انتهاج سياسة النأي بالنفس ومكافحة السلاح غير الشرعي  والقضاء على الفساد.

وشغل سليمان رئاسة الجمهورية منذ 25 أيار/مايو2008 حتى 24 أيار/مايو 2014 وكان قبلها يتولى قيادة الجيش اللبناني وذلك منذ 21 كانون الأول/ديسمبر 1998 ولغاية 24 مايو 2008

وقال الرئيس اللبناني السابق، في مقابلة مع "سبوتنيك"، إن "الحكومة اللبنانية الحالية، بأغلبيتها وأقليتها السياسية ينقصها الطرف الثالث المستقل، حيث أن 55 بالمئة من الشعب اللبناني الذي يحق له التصويت، لم يشاركوا في الانتخابات اللبنانية الأخيرة، وبالتالي جاء التمثيل الحكومي يقتصر على الكتلة النيابية الممثلة للتيارات السياسية الكبرى في لبنان، دون تواجد طرف مستقل سياسيا، أو أخر يمثل المجتمع المدني"​​​.

وتابع "هذا يعني أن أكثر من نصف الشعب اللبناني لا يتواجد داخل المجلس النيابي أو حتى الحكومة، وكان يجب تمثيل هذه الشريحة الأكبر من لبنان على الأقل بخمس وزارات، ولذلك أطلقت عليها حكومة التناقضات بين الأغلبية النيابية والأقلية النيابية، دون تمثيل أكثر من نصف الشعب اللبنانية".

ورأي سليمان أن "الحكومة اللبنانية تواجه تحديات عدة أبرزها "تحييد لبنان عن ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، ومواجهة السلاح غير الشرعي، وتطبيق ما تم الاتفاق عليه في المجموعة الدولية لدعم لبنان، وأخيرًا إصلاح الفساد ومواجهته".

وشدد سليمان على أن "على الحكومة اللبنانية الجديدة المضي قدمًا للمستقبل دون التغلب على التحديات الأربع المذكورة، أيضًا لا يمكن للاقتصاد أن يأخذ مسارًا جاد في ظل ارتباطه بسياسات محور الممانعة مع إيران وسوريا، رغم ارتكاز الاقتصاد اللبناني على دول الخليج والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".

وبخصوص موقفه من المقاومة المسلحة اللبنانية، قال سليمان، "حزب الله"، عندما حررت المقاومة لبنان عام 2000، اعتبرت أن الواجب يلزمنا التوقف عند هذه المقاومة، ولكن ما هدف المقاومة الحقيقي؟! التحرير من أجل التحرير، أم التحرير والبدء في بناء الدولة، والحفاظ على السيادة، هذا لم يحدث بعد العام2000٠".

وتابع سليمان "أنا كنت داعم للمقاومة، ولا زلت أدعمها في حالة كانت تحت سلطة الجيش، وتحت أمر رئيس الدولة في قراري السلم والحرب، لكن الآن حزب الله الذي يشكل المقاومة اللبنانية موجود داخل سوريا في قتال مذهبي وربما إرهابي، ولكن تحت أي مسمى هذه ليست مهمة المقاومة اللبنانية، أتمنى على حزب الله الالتزام بالتحييد الذي وافق عليه في إعلان بعبدا، وأن لا يذهب لبنان إلى محور الممانعة ولا حتى للمحور الأخر، نريد فقط تحييد لبنان".

وحول دعوات التطبيع مع سوريا، قال سليمان، إن "الدستور اللبناني يؤكد على التزام لبنان بالشرعية العربية وأيضًا الدولية، علاقة لبنان بسوريا عميقة وعظيمة وقديمة، ولكن العلاقات الصحيحة تكون بين المجتمعات والمؤسسات، وليست بين الحكومات والأنظمة، لكون الثانية تتغير باستمرار، ونحن ننتظر أن يقول الشعب السوري كلمته، على ضوء الحل السياسي المتفق عليه من جميع الأطراف".

كانت أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية قد انتهت، مساء 31 كانون الثاني/يناير الماضي، بعدما أثمرت مفاوضات سياسية معقدة بين القوى السياسية توافقاً على توزيع الحصص والمقاعد، واضعة بذلك نهاية للخلافات الحادة التي شهدها لبنان منذ إجراء الانتخابات النيابية في أيار/مايو 2018، والتي أبقت البلاد من دون حكومة طوال 252 يوماً.