وزير خارجية لبنان يطالب بعودة سوريا إلى الجامعة العربية

وزير خارجية لبنان يطالب بعودة سوريا إلى الجامعة العربية

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 18 كانون الثاني 2019ء) اعتبر وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، اليوم الجمعة، أن سوريا هي "الفجوة الأكبر" في القمة العربية الاقتصادية التي يستضيفها لبنان، داعياً لعودتها إلى حضن الجامعة العربية ومطالباً بخطة لعودة اللاجئين السوريين إلى أرضهم.

وجاءت دعوة باسيل خلال كلمته في الاجتماع الوزاري الممهد للقمة الاقتصادية العربية التنموية التي ستعقد في بيروت يوم الأحد المقبل​​​.

وبدأ باسيل كلمته بتوجيه الشكر "لكلّ دولة حضرت على أي مستوى كان، بالرغم من الظروف السيئة المحيطة بمنطقتنا وببلدنا، ونحن مسؤولون عن جزءٍ منها؛ والأسف منا لأي دولةٍ لم تحضر لأننا كعرب لا نعرف أن نحافظ على بعضنا بل نحترف إبعاد بعضنا وإضعاف أنفسنا بخسارة بعضنا".

وأضاف "ما أحوجنا اليوم لاستفاقةٍ سياسية اقتصادية تنمويّة تنشلنا من سُباتنا وترفعُ من قيمةِ الإنسان العربي لتعيد له ثقته بذاته وترتقي بحياته لمستويات يستحقها، لأن لا هدف يعلو على الإنسان، ولا شيء أغلى من حياة وعزةِ أهلنا ومواطنينا".

وتابع باسيل "نحن نواجه تحديات كبيرة تبدأ من الحروب، وسوء التغذية، والفقر في معظم بلداننا، بالرغم من غناها، والجهل للحياة العصرية بالرغم من عِلمنا، إضافة إلى التعصب والتطرّف والإرهاب، ناهيك عن تعنيف المرأة وعدم منحها حقوقها الأساسية، وتعنيف الطفل الذي لا زلنا لا نفقه بكامل حقوقه".

واعتبر وزير الخارجية اللبناني أن "مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية كثيرة ونحن مسؤولون عن تعاظمِها، لأنه بدَل تكاتُفِنا لحلّها ترانا نختلف أكثرَ لتكبرَ أكثرَ، وبدلَ التضامن لنخفِّفَ آثارها ترانا نشنّ الحروب على بعضنا ليشتدّ بؤسَها".

وأشار إلى أن "النتيجة من الحروب هي ضربُ إنسانِنا: تهجيرٌ ونزوحٌ ولجوءٌ للملايين، فنراهم هائمين، ضائعين ومشرّدين في أصقاع الأرض، كمن أخذ حفنة من تراب الأرض - وهي من ذهب - ونثرها فوق الأرض... نراهم يقفزون على أوّل قارب نجاةٍ، أو موتٍ، يبحرون فيه في مغامرةٍ أسوأُ ما فيها هوَ أفضلُ من واقعِ حياتنا".

وأضاف "ها هو اللبناني الرائد في الهجرة، حوّلَها إلى قصة نجاح ليعيل من بقيَ من أهلِه ، فلَحِقنا بمن بقى وزِدنا على بؤسِه بؤس اللاجئ الفلسطيني والنازح السوري ليزيد بؤسَهم جميعاً. حصل هذا في ظل الاحتلال والاستعباد، فهل يجوز أن يحصل أيضاً في ظل الاستقلال والحكم الوطني؟".

تابع "لست هنا لإلقاء اللوم على بعضِنا، بل للتأّمل سوياً والتساؤل: ألم يحن الوقت بعد لصحوةِ ضمير، لاستفاقةِ مشاعر، ولإحياء روح التضامن؟ دون أن أُغفل من أعطى وأكرم وساعد وضحّى وبذل حتّى دماً في سبيل أخيه".

وتساءل باسيل " إذا سبّبنا الحروب لبعضنا، ألم يحن وقت إطفائها؟ ألا يجب أن نفكّر بالعمران بدل الخراب؟ وهل يجوز أن نجازي ونعاقب من يفكّر بإعادة الإعمار بدل أن نشجّعه ونساعده؟".

وأضاف "تعالوا معاً نضع رؤية اقتصادية عربية موحّدة، مبنية على مبدأ سياسي بعدم الاعتداء على بعضنا وعدم التدخّل بشؤونِ بعضِنا، هذا إن لم نُرد الدفاع عن بعضنا أو صدّ عدوّنا المفترض أن يكون مشتركاً؛ مبدأ سياسي ضروري لكي نؤمّن الاستقرار".

وتابع "كم جميل أيضاً أن نخرج بخطّة إعادة النازحين واللاجئين إلى أرضهم، بمعزل عن رغبة من هجّرهم، لأن من هجَّرَهم يريد إبقاءَهم ، أما نحن المستقبلين لهم نريد عودتهم الكريمة ولا أحد يمكن أن يمنعنا من ذلك إذا جعلناها كريمةً لهم، ومفيدة لاقتصاد بلدانهم. وكم جميل أكثر لو نفتح الانتماء بين بلدانِنا لنحوّلَ نقمةَ المذهبية المهيمنة على بلدانِنا إلى نعمة المواطنة لمشرقنا، بحضارته وتعدّديته.

ورأى باسيل أن "سوريا هي الفجوة الأكبر اليوم في مؤتمرنا، ونشعر بثقل فراغها بدل أن نشعر بخفّة وجودها"، مؤكداً أن "سوريا يجب أن تعود إلينا لنوقف الخسارةَ عن أنفسِنا، قبل أن نوقفها عنها"، ومشدداً على أن "سوريا يجب أن تكون في حضننا بدل أن نرميها في أحضان الإرهاب، دون أن ننتظر إذناً أو سماحاً بعودتها، كي لا نسجّل على أنفسنا عاراً تاريخياً بتعليق عضويتها بأمرٍ خارجي وبإعادتها بإذنٍ خارجي، وكي لا نضطر لاحقاً إلى الإذن لمحاربة إرهاب أو لمواجهة عدو أو للحفاظ على استقلال".

وختم باسيل كلمته قائلاً "لبنان مهما أخفق أو أخطأ، يبقى هذا البلد الصغير الكبير، أخاً صغيراً لكم ورسالةً كبيرةً لكم. احتضنوه ولا تتركوه، فهو لم يطعن يوماً أحداً منكم ولم يعتدي يوماً على أي مواطن عربي، بل كان ملجأً وحامياً وحافظاً لشعوبكم ومعمّراً لبلدانكم، ومستوعباً لتنوّع حضاراتكم وثقافاتكم".