عون: لبنان بلغ مرحلة حساسة اقتصاديا وسياسيا تتطلب حوارا عميقا لرسم طريقه إلى المستقبل

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 05 ديسمبر 2021ء) أكد الرئيس اللبناني، ميشال عون أن بلاده وصلت إلى مرحلة حساسة تتطلب حوارا عميقا بين أبناءه للاتفاق على خارطة طريق تعيد التأكيد على موقع لبنان ورسالته، وترسم طريقه نحو المستقبل.

وقال عون، في مقابلة مع صحيفة الشرق القطرية نشرتها اليوم الأحد، "في الحقيقة، لقد وصلنا في لبنان إلى مرحلة حساسة جداً وخطيرة، اقتصاديا وسياسياً، نحتاج فيها إلى لقاء عميق بين أفراد الأسرة اللبنانية لرسم خريطة طريق للمستقبل"​​​.

وأضاف أن "التدهور المريع للأوضاع المعيشية الذي وصلنا إليه، بات يؤثر بشكل حاد على قدرة اللبنانيين على التحمل، وهو يهدد بالأسوأ."

ودعا الرئيس عون "إلى حوار عميق بين اللبنانيين، للبحث بخطوات النهوض وإعادة اللحمة بينهم".

وعن حاجة البلاد لوضع دستور جديد أو لعقد حوار للوصول لاتفاق بين القوى اللبنانية مثل اتفاق الدوحة أو الطائف، قال عون: "يجب في البداية تحقيق استقرار في الحكم حتى يُقام الحوار بهذا الشأن على البارد وليس تحت الضغط".

وتابع: "نحن لسنا في معركة ننتظر حسمها لتقرير النتائج. لدينا مجلس نواب قادر أن يطرح مشاريع القوانين والتعديلات المطلوبة ويمكن إقرارها وفقا للأصول البرلمانية".

وشدد الرئيس اللبناني على أن بلاده باتت بحاجة إلى "ذهنيات جديدة في الحكم" و"إلى إنتاج نظام سياسي جديد يلغي الطائفية السياسية ويؤسس لحكم مدني".

وتابع أن الحل الجذري لمشكلات لبنان "يتمثل في صناديق الاقتراع لإنتاج طبقة سياسية جديدة، ومن ثم إطلاق حوار وطني جامع، يعيد التأكيد على موقع لبنان ورسالته، ويرسم خريطة طريق للمستقبل".

وأضاف أن "المشاكسات السياسية الدائرة، تعرقل الحلول الجذرية لكنها لا تؤثر على الحلول الاقتصادية المالية".

وأضاف عون "أما الخلافات السياسية فهي مسؤولية اللبنانيين الذين عليهم الحوار والتفاهم لتسوية الخلافات".

ولا زال يعاني لبنان من تبعات أحدث أزماته مع عدد من دول الخليج العربية بسبب تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني السابق، جورج قرداحي، قبل توليه منصبه رسميا، حول الحرب في اليمن، والتي سحبت على إثرها السعودية والبحرين والكويت والإمارات، سفراءها من بيروت، وطلبت من سفراء لبنان مغادرة أراضيها.

وعلى صعيد داخلي، لم تسفر التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت عن أي نتيجة، حتى الآن؛ فيما تم تعليق التحقيقات عدة مرات كان آخرها مطلع الشهر الماضي دعوى تقدم بها المدعى عليه بالقضية وزير الأشغال اللبناني السابق، يوسف فنيانوس، ضد المحقق العدلي طارق بيطار.

ويعيش لبنان أزمات اقتصادية وسياسية طاحنة، مستمرة منذ شهور، جراء نقص السلع الأساسية والوقود والكهرباء والأدوية، حيث تسعى حكومة نجيب ميقاتي إلى وضع خطة لإنقاذ الاقتصاد مع البنك الدولي حيث وصف البنك الأزمة في لبنان، بأنها الأسوأ على المستوى العالمي منذ قرن ونصف قرن، وباتت معها احتياطيات المصرف المركزي بالعملات الأجنبية بالكاد تكفي الحد الأدنى من الاحتياطي الإلزامي.

وزار الرئيس اللبناني قطر، للمشاركة في افتتاح فعاليات "كأس العرب" حيث التقى أمير قطر تميم تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة الدوحة، وبحثا التطورات في لبنان، واستعرضا الأزمة اللبنانية مع بعض دول الخليج العربي.