وزير البيئة اللبناني: الحكومة الجديدة من الاختصاصيين..وملفي المياه والنفايات ضمن أولولياتي

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 12 سبتمبر 2021ء) أكد وزير البيئة اللبناني، ناصر ياسين، أن الحكومة اللبنانية الحالية برئاسة، نجيب ميقاتي، مكونة من اختصاصيين وخبراء جاءوا من خارج الاصطفافات السياسية، مؤكدا أن النفايات وتلوث المياه من أولوليات وزارته.

وقال ياسين في حوار مع سبوتنيك إن "الحكومة بتركيبتها ونسيجها الحالي هي حكومة اختصاصيين وخبراء، والوزراء جاءوا من خارج الاصطفافات السياسية، من المؤكد أن البعض منهم تم تسميتهم من قبل بعض الأطراف السياسية، وهذا طبيعي في ظل اللعبة السياسية بلبنان".

واستدرك ياسين قائلا: "ولكن باقي الوزراء وأعداد كبيرة ممن أعرفهم هم من أهل الاختصاص وليسوا محزبين أو منتمين إلى فريق سياسي بشكل كامل، كما جرت العادة في الحكومات الماضية".

وردا على سؤال حول صلاحيات الحكومة، قال ياسين إن "الحكومة الجديدة جاءت مع كل الصلاحيات التي ينص عليها الدستور، وجاءت من أجل إنقاذ الوضع المتأزم والمتردي في لبنان، لكن الفترة الزمنية المتبقية حتى إجراء الانتخابات النيابية اللبنانية والمقرر عقدها في شهر مايو من العام 2022 ليست فترة طويلة، حوالي 8 أشهر، وأحد مهام هذه الحكومة إجراء الانتخابات التشريعية والنيابية والبلدية".

وتابع "ولكن أيضا من ضمن مهامها وقف الانهيار الحاد والمتدرج الذي تسرب في لبنان على مدار أكثر من عامين، ويقع على عاتقها إطلاق الانفتاح على المجتمع العربي والدولي لدعم لبنان للصعود من كبوته وأزمته الكبيرة".

وأكد وزير البيئة اللبناني أن هناك ملفات بيئية عاجلة تحتاج للتدخل، أهمها أزمة النفايات الصلبة، وضرورة إدارة هذا الملف بأسس جديدة وسياسة مبنية على الاستدامة، وكذلك ملف تلوث المياه، لا سيما تلوث نهير الليطاني، ومحاولة كذلك إنقاذ وحماية الغابات والتنوع البيئي في لبنان.

وأردف قائلا: "هناك العديد من القضايا المهمة، لكن هناك ملفات رئيسية تحتاج لمقاربة عاجلة، أولها ملف النفايات الصلبة، وكيفية إدارة النفايات في لبنان، بحيث يكون هناك إدارة مستدامة مبنية على أسس جديدة، تبدأ بتعزيز الفرز من المصدر، وموضوع النفايات يمثل أزمة كبيرة في لبنان، وسبق وأن دفع المواطنين للتظاهر والنزول للشارع".

وزاد الوزير اللبناني "أما الملف الثاني، فيتعلق بنوعية المياه وضرورة التأكد من أن هذه النوعية من المياه خالية من أي تلوث، لا سيما في ظل الوضع المعيشي المتأزم الذي أصبح يضغط على المواطنين في لبنان، ويدفعهم إلى مياه الينابيع ومياه الآبار، في ظل أن معظم العائلات لا تستطيع شراء المياه بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة".

وحول ملف نهر الليطاني، قال ياسين إن نهر الليطاني الذي يعد أطول نهر في لبنان يعاني من الإهمال والتلوث، وبحاجة ماسة وسريعة إلى مقاربات جدية لإيقاف هذا التلوث وإعادة إحياء النهر مرة أخرى، هذا بالإضافة إلى اهتمام وزارة البيئة اللبنانية بقضايا أخرى تتعلق بالتنوع البيولوجي وحماية الغابات، وحماية التنوع الموجود في لبنان.

وحول موعد معالجة الأزمات المذكورة، قال الوزير اللبناني إن "هذه القضايا التي تم ذكرها تمثل أولوية، وتأتي كتوجهات تدريجية لعمل الوزارة، وهناك الكثير من الملفات الأخرى، لكن لا بد في البداية من مناقشة هذه القضايا وطرق حلها مع فريق الوزارة والشركاء ومع المجتمع المدني والأكاديميين، والهيئات الداعمة، وذلك سيحدث بشكل عاجل بداية من الأسبوع القادم".

وحول رؤية الوزير لمشروع غابة جديدة على نهر بيروت لاستعادة النظام البيئي المدمر، قال:بالطبع، هذه المشروعات تقع ضمن التوجهات التي تنوي وزارة البيئة اتخاذها الفترة المقبلة من أجل حماية الغطاء الطبيعي، وحماية التنوع البيولوجي في لبنان، ومن المتوقع مناقشة تفاصيل هذه المشروعات الأسبوع القادم في أول اجتماع مع فريق عمل الوزارة، ونستهدف من ضمن هذه المشاريع إنشاء غابات في ضواحي المدن، وفي المحميات الموجودة في المناطق المختلفة بالداخل اللبناني".

وفي ختام الحوار، أكد وزير البيئة اللبناني، أن وزارته ستعمل على إعادة بناء الثقة بين الحكومة واللبنانيين، عن طريق إعادة خلق الأمل بداخلهم من جديد، والذي كان مفقودًا على مدار سنوات طويلة، وهو ما أدى إلى انكفاء اللبنانيين وهجرتهم للخارج وعدم الثقة بأن مستقبلهم سيكون في لبنان، وفق تعبيره.

وأردف قائلا: "نجتاج إلى ترميم هذه العلاقة بين المواطن والمسؤول وإعادة بنائها من جديد، وهذا يستوجب صراحة الانفتاح على جميع الأطياف، انفتاح كلي على كل فئات وشرائح المجتمع اللبناني، من معارضة ومجتمع مدني وناشطين.

وكان الرئيس اللبناني، ميشال عون، ورئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، وقعا على مرسوم تشكيل الحكومة اللبنانية أمس، في قصر بعبدا، بحضور رئيس مجلس النواب، نبيه بري، وذلك بعد فراغ حكومي استمر لأكثر من عام.

وتعهدت حكومة ميقاتي لدى توليها مهامها بالقيام بالإصلاحات الضرورية لإنقاذ لبنان، ووقف الانهيار الذي يعاني منه منذ أزمة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس العام الماضي.