بعد عام على انفجار مرفأ بيروت.. فرنسا في طليعة الدول المبادرة لدعم الشعب اللبناني

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 04 أغسطس 2021ء) تستقبل فرنسا اليوم الأربعاء مؤتمرا دوليا خاصا بلبنان تحت عنوان "المؤتمر الدولي لدعم الشعب اللبناني" حيث سيشارك في المؤتمر أكثر من 40 ممثلا عن دول وحكومات ومنظمات أممية ومنظمات غير حكومية بالإضافة لممثلين عن المجتمع المدني اللبناني.

ويأتي المؤتمر الذي سيعقد اليوم – نظرا لرمزية التاريخ بعد سنة على انفجار مرفأ بيروت - برعاية فرنسية بعد مؤتمرين مماثلين الأول جرى في التاسع من آب/أغسطس 2020 بعد كارثة انفجار المرفأ والثاني في 2 كانون الأول/ديسمبر.

هذا وقالت الرئاسة الفرنسية إن الهدف من المؤتمر هو حصد قرابة 357 مليون دولار كمساعدة للشعب اللبناني أي أكثر بقليل من المجموع الذي تم حصده بعد مؤتمر التاسع من آب (قرابة 280 مليون يورو).

ومن النافل القول إن فرنسا كانت في طليعة الدول الغربية التي أولت اهتماما للوضع في لبنان منذ بداية المظاهرات الشعبية في الـ19 من تشرين الأول/أكتوبر 2019 لغاية اليوم مرورا بانفجار المرفأ.

وعن هذا الاهتمام الفرنسي والرسالة التي تريد أن توجهها باريس عبر المؤتمر يقول سمير تويني مراسل صحيفة "النهار" اللبنانية في باريس إن "فرنسا تريد أن توجه أولا رسالة إلى اللبنانيين لتؤكد مجددا على دعمها لهم عبر تقديم أموال على شكل مساعدات إنسانية".

ويضيف:"الرسالة الثانية هي للساسة اللبنانيين لحثهم على تشكيل الحكومة بأسرع وقت لأن الوضع لم يعد يحتمل".

كما يقول سمير تويني لسبوتنيك إن "فرنسا هي بمثابة القاطرة التي تجر المؤتمر الدولي لمساعدة الشعب اللبناني حتى وإن كان هناك تفاوت في مواقف الدول حول أهمية مساعدة لبنان".

وعن موضوع الضغوطات التي تمارسها فرنسا ودول غربية أخرى على الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان لتشكيل حكومة بسرعة تكون قادرة على القيام بالإصلاحات اللازمة بمصداقية يقول مراسل صحيفة النهار اللبنانية : " بحسب ما يرد من أخبار فإن الطبقة السياسية في لبنان لا تريد أن تشكل حكومة حاليا ولا يمكن لأحد أن يجبرها على ذلك. فرنسا والى جانبها الاتحاد الأوربي تحاول أن تمارس الضغط عبر فرض العقوبات وقد سبق ووضعت ساسة لبنانيين على لائحة العقوبات من دون ذكر أسمائهم كما سبق وتم الاتفاق على إطار قانوني لفرض عقوبات على مستوى الاتحاد ".

ويوضح قائلا : ان "الاتحاد الأوروبي يتبع سياسة التحفيز من جهة والتهديد من جهة ثانية، هو يحفز الساسة اللبنانيين على تشكيل الحكومة والقيام بالإصلاحات مقابل الحصول على المساعدات المالية من أجل اقتصاد البلاد. من جهة ثانية يقوم الاتحاد الأوروبي بتهديد الساسة اللبنانيين في حال تعنتوا عبر فرض العقوبات".

ويرى تويني أن الاتحاد الأوروبي لن يتوانى عن فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين في حال تابعوا امتناعهم عن تشكيل الحكومة معتبرا أن العقوبات المقبلة "ستكون على شكل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة عادة عندما يتعلق الأمر بقضايا إرهاب أو مساس بحقوق الإنسان".

هذا ومن المنتظر أن يشارك الرئيس الأميركي جو بايدن بالمؤتمر الذي يقام عبر تقنية الفيديو حيث سيلقي كلمة خلال المؤتمر الصحافي الافتتاحي.

وعن الدور الأميركي يقول تويني لسبوتنيك:"أعتقد أن موقف جو بايدن سيكون متناسقا مع موقف الرئيس ماكرون".

موضحا :"هناك توافق بين الدول حول طريقة التعامل مع لبنان، لا يمكن للبنان أن يكمل على هذا النحو وإلا ستزداد المخاطر الأمنية".

ويؤكد تويني أن الانخراط الأميركي في الملف اللبناني ازداد مقارنة مع عهد ترامب – الذي شارك في مؤتمر الدعم الأول – مضيفا أن التفاهم والتعاون بين فرنسا وأميركا في الملف اللبناني ازداد مع إدارة بايدن.

ولم ينجح المسؤولون في لبنان حتى اليوم في تشكيل حكومة جديدة على الرغم من تسمية رئيس الجمهورية لنجيب ميقاتي لكي يقوم بمهمة التشكيل. ويرى البعض أن تعنت الساسة اللبنانيين في مسألة تشكيل حكومة ينبثق عن رغبتهم في الحفاظ على مكتسباتهم وتجنب العقاب والإبقاء على منظومة الفساد الحالية، فيما يرى البعض الآخر أنه وبالإضافة للأسباب الداخلية التي تمنع التشكيل توجد أسباب أخرى خارجية من وراء الحدود.

وحول هذه المسألة يقول مراسل النهار ، إن "الأوروبيين يفصلون بين الوضع الداخلي والوضع في المنطقة ويعتبرون أن عوائق التشكيل سببها داخلي لا يرتبط بالضرورة بالملف النووي الإيراني أو الانتخابات الاميركية الأخيرة..."

يذكر ان أن المؤتمر سيبدأ عند الساعة الـ12 ظهرا بتوقيت باريس عبر تقنية الفيديو وسيشارك فيه عدد من رؤساء الدول والحكومات على رأسهم الرئيس الأميركي بايدن والرئيس المصري السيسي وملك الأردن بالإضافة للرئيس اللبناني ميشيل عون.