بوتين يعين نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ألكسندر روداكوف سفيرا لروسيا لدى لبنان

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 14 أغسطس 2020ء) أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، مرسوما بتعين، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ألكسندر روداكوف سفيرا لروسيا الاتحادية لدى لبنان.

وجاء في مرسوم رئاسي نُشر نصه اليوم الجمعة، على بوابة المعلومات القانونية: "تعيين ألكسندر روداكوف، سفيرا فوق العادة ومفوضا لروسيا الاتحادية لدى الجمهورية اللبنانية"​​​.

كما وقع الرئيس مرسوما إقالة ألكسندر زاسيبكين من منصبه.

وعلى غرار السفير المنتهية ولايته ألكسندر زاسيبكين، الذي شغل منصب سفير روسيا في الجمهورية العربية السورية قبل تعيينه في لبنان، يتمتع الدبلوماسي الروسي البارز روداكوف (مواليد العام 1962) بخبرة واسعة في قضايا الشرق الأوسط، ولا سيما في الجزء المشرقي من العالم العربي.

وعلاوة على توليه منصبه الدبلوماسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث كان دائم التنقل بين رام الله (مقر البعثة) وغزة (التي افتتح فيها أول قنصلية لبلاده)، تولى روداكوف مناصب عدة في المنطقة العربية، من بينها منصب مستشار للسفارة الروسية في دمشق، وقد تداولت بعض وسائل الإعلام الروسية اسمه خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز/يوليو العام 2006، لا سيما في الجانب المتصل بعمليات إجلاء الرعايا الروس من لبنان عبر سوريا.

وبحكم توليه مهامه الدبلوماسية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واكب روداكوف الحراك المتجدد للكنيسة الأرثوذكسية الروسية في المشرق العربي، والذي أثمر إعادة إحياء دور للجمعية الامبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، علاوة على توليه جزءاً من ترتيبات زيارة البطريرك كيريل إلى الأراضي المقدسة في العام 2012، وكذلك زيارة الرئيس فلاديمير بوتين في العام نفسه.

حالياً، يشغل روداكوف منصب نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الروسية.

يذكر في هذا الإطار أن اختيار مسؤول في هذه الإدارة الدبلوماسية لتولي منصب سفير، يعكس في الغالب اهتماماً بالغاً من جانب الدبلوماسية الروسية بمدى دقة الأوضاع في البلد الذي يجري فيه التعيين، وهو ما حصل مع السفير زاسيبكين الذي شغل منصب مساعد مدير إدارة الشرق الأوسط في العام بين العامين 2006 و2010، قبل أن يتم تعيينه سفيراً في لبنان.

ويمكن في هذا الإطار استحضار تجربة السفير السوفياتي السابق فاسيلي كولوتوشا الذي خدم في إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منصب مساعدة المدير، قبل تعيينه في لبنان خلال أكثر الفترات خطورة في الحرب الأهلية، وتحديداً في أواسط الثمانينيات حين شهدت الدبلوماسية السوفياتية أكثر التحديات خطورة في أعقاب خطف أربعة من كوادرها ومقتل أحدهم على يد الخاطفين.

ينطبق ذلك أيضاً على الدبلوماسي المخضرم الراحل فيكتور بوسوفاليوك الذي تولى منصب نائب مدير إدارة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية السوفياتية قبل تعيينه سفيراً للاتحاد السوفياتي (وبعد ذلك روسيا الاتحادية) في العراق عام 1990، حيث اشتهر بدوره النشط في محاولة درء الحرب الأميركية على العراق، وكان صلة الوصل خلال فترة الحرب بين القيادة العراقية والدبلوماسيين الروس والغربيين بوصفه السفير الأجنبي الوحيد الذي بقي في بغداد.

وكان حديث تردد قبل عامين عن إمكانية تعيين سفير جديد لروسيا في لبنان، بعد بلوغ زاسيبكين (مواليد العام 1951) سن التقاعد، ولكنّ دقة الأوضاع في المنطقة، جعلت وزارة الخارجية تمضي في خيار تمديد مهامه بشكل استثنائي.

وخلال الصيف الماضي، ترددت معلومات عن اختيار سفير جديد لم يكشف عن اسمه.

ويأتي التعيين في وقت تواكب فيه روسيا عن كثب التطورات الخطيرة الجارية على الساحة اللبنانية، وخصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية الحالية، التي كان السفير زاسيبكين قد استشرف ملامحها قبل فترة وجيزة من ثورة 17 تشرين الأول/أكتوبر.