لا استبعد ثمة رابط من التقارب الخليجي الإسرائيلي وإلغاء الأردن ملحقي الغمر والباقورة-مسؤول

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 12 نوفمبر 2019ء) لم يستبعد نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، محمد الحلايقة، أن يكون ثمة رابط بين التقارب الخليجي الإسرائيلي، وإصرار عمّان على إلغاء ملحقي الغمر والباقورة، في سعي جدي من عمّان لتقول في حال وجود تطبيع مجاني مع إسرائيل دون الأخذ بعين الاعتبار القضية الفلسطينية والمصالح الفلسطينية والأردنية، فإن الأردن أيضاً ممكن أن يتحرك حتى لو في المساحة الضيقة المتاحة له ويُناكف.

وقال الحلايقة، في تصريح لوكالة "سبوتنيك" ردا على سؤال فيما إذا كان ثمة رابط بين التقارب الخليجي الإسرائيلي وبين إلغاء الأردن ملحقي الغمر والباقورة "أظن نعم، الرسالة تأخذ بعين الاعتبار هذا البعد"​​​.

وأضاف أن "الأردن يرسل لإسرائيل وغيرها أنه لا يمكن فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني القفز على الأردن، والقفز فوق الأردن ومصالح الأردن؛ الحدود والمياه واللاجئين والقدس والوصاية في عدة قضايا"، موضحا "يعني تطبيع مجاني مع إسرائيل دون الأخذ بعين الاعتبار القضية الفلسطينية والمصالح الفلسطينية والأردنية، [فإن] الأردن أيضاً ممكن أن يتحرك حتى لو في المساحة الضيقة المتاحة له. فنعم الأردن يقصد [أمام] نشوة العلاقات والتطبيع والتنسيق [أن يقول] أنه قادر أن يتحرك ويناكف".

وتجدر الإشارة إلى أن العاهل الأردني أعلن إلغاء ملحقي الغمر والباقورة يوم 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2018، وفي 26 من الشهر ذاته أنهى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة إلى دولة عُمان.

وبُعيد إعلان العاهل الأردني في خطاب العرش يوم الأحد الماضي إنهاء ملحقي الغمر والباقورة نهائياً، أعلن نتنياهو أن إسرائيل ستشارك العام القادم في معرض إكسبو دبي، مضيفا أن تل أبيب تقيم علاقات مع 6 دول عربية على الأقل والتطبيع قدمًا، خطوة بعد خطوة، وهذا سيؤدي في نهاية المطاف إلى علاقات سلمية.

من جهته يوضح الحلايقة "لكن ملاحظتي أن العلاقات الإسرائيلية الخليجية واضح أنها لم تبدأ بالأمس ولا من قبل سنة، وظهرت تقارير الصحف الإسرائيلية والأميركية وزيارات مسؤولين، ولكن زيارة نتنياهو للبحرين ومن قبلها عُمان، كانت قاسية على الفلسطينيين والأردنيين وعلى كل عربي منتمي لأمته ويدافع عن القضايا القومية".

إن المتتبع لتسلسل خطاب العاهل الأردني في افتتاح الدورة العادية الرابعة لمجلس الأمة الثامن عشر يلمح رسالة واضحة تؤكد ما سبق، إذ أكد في بدايات خطابه على مواقف بلاده القومية تجاه القضية الفلسطينية. ومن ثم دعوته المسلمين والمسيحيين إلى تعزيز حماية المقدسات، ودعم الأردن في المحافظة عليها، وعدم المساس بوضعها القانوني. وفي ذات الفقرة أعلن العاهل الأردني انتهاء العمل بالملحقين الخاصين بمنطقتي الغمر والباقورة في اتفاقية السلام.

ومع تأكيد الحلايقة أن "تراتب هذه القضايا فيه إشارة سياسية مهمة" إلا أنه أشار أيضاً إلى أن الرسالة الأولى كانت تحيه العاهل الأردني للجيش العربي الأردني. ويشير الحلايقة إلى أنه جرت العادة أن تكون تحية الجيش العربي وحتى القضية الفلسطينية في نهاية الخطاب، لكن تحية الجيش وثم القضية الفلسطينية جاءت في بداية خطاب العرش يوم الأحد الماضي، مع الإعلان على إنهاء ملحقي الغمر والباقورة.

جدير بالذكر أن الجانبين الأردني والإسرائيلي وقعا، عام 1994، اتفاقية وادي عربة للسلام فيما كانت لمنطقتي الغمر والباقورة ملاحق في الاتفاقية تحدد وضعية هذه الأراضي، وتخضع مناطق الباقورة والغمر الواقعة على الحدود الأردنية الإسرائيلية لنظام أحكام خاصة وبموجبها يتم السماح لإسرائيل بالتصرف ووضع السيادة الكاملة عليها.

وحسب البند رقم 6 من الملحق رقم 1 الذي يحمل عنوان منطقة الباقورة/ نهاريم في اتفاقية وادي عربة، التي تقضي بأن هذا الملحق يستمر نافذ المفعول لمدة 25 سنة ويجدد تلقائيا لفترات مماثلة ما لم يخطر أحد الطرفين الطرف الآخر بنيته بإنهاء العمل بهذا الملحق قبل عام من انتهائه، وبالفعل أخطر الأردن الجانب الإسرائيلي قبل عام من اليوم نيته عدم التجديد.