أميركا ساهمت في انتشار القاعدة وأنتجت تنظيمات أشد تطرفاً منه – مسؤول أردني سابق لسبوتنيك

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 12 سبتمبر 2021ء) رانية الجعبري. اعتبر نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق ممدوح العبادي أن الولايات المتحدة الأميركية وبتنفيذها ضربات عسكرية على أفغانستان وقتلها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ساهمت في انتشار القاعدة في كل الوطن العربي، بل إن القاعدة بسبب ذلك فرّخت تنظيمات أشد تطرفاً مثل "داعش" الإرهابي​​​.

وقال العبادي، في تصريح لوكالة سبوتنيك، إنه وقبل العام 2001 "لم يكن تنظيم القاعدة [الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول]، إلا في أفغانستان، بعد الضربة التي قامت بها الولايات المتحدة انتشرت القاعدة في كل الوطن العربي، لا بل فرخت ما هو أكثر تطرفاً من القاعدة وهما [تنظيمي] داعش وجبهة النصرة [الإرهابيان المحظوران في روسيا وعدد كبير من الدول]".

تجدر الإشارة إلى أنه في العام 2001، وتحديداً يوم 11 أيلول/ سبتمبر استهدفت مجموعة من الهجمات الإرهابية الولايات المتحدة، وجرت بواسطة أربع طائرات مدنية، قادتها أربع فرق تابعة لتنظيم القاعدة، وُجِهت لتصطدم بأهداف محددة، وقد نجحت ثلاث منها في ذلك، بينما سقطت الرابعة بعد أن استطاع ركّاب الطائرة السيطرة عليها من يد الخاطفين لتغيير اتجاهها، ما أدّى إلى سقوطها وانفجارها في نطاق أراضي ولاية بنسلفانيا.

في ذلك الحين ردت الولايات المتحدة بشن الحرب على الإرهاب وغزو أفغانستان لخلع حركة طالبان التي رفضت الامتثال للمطالب الأميركية بطرد تنظيم القاعدة من أفغانستان وتسليم زعيمها أسامة بن لادن.

وتعليقاً على ما سبق قال العبادي إن "ردة الفعل العسكرية أوجدت الكثير من التطرف عما كان في البداية".

واستذكر العبادي مجريات الحرب الباردة عندما اعتمدت الولايات المتحدة على التيارات الإسلامية المتطرفة في العالم الإسلامي لحرب الاتحاد السوفييتي خلال القرن الماضي وقبل انهيار الاتحاد السوفييتي، وقال "التيار المتطرف، قام بتأسيسه الأميركان أولاً وأخيراً، اعتمدوا فيه على التيارات الإسلامية في العام الإسلامي، واعتمدت على أن يقوم هؤلاء بالحرب في أفغانستان لأن الكفار الشيوعيين احتلوا بلداً إسلامياً من هذه الزاوية".

ورأى العبادي أنه بتراجع الولايات المتحدة ستتراجع هذه الجماعات المتطرفة لأنها كانت راعية لها.

واعتبر العبادي أن "العشرين سنة الماضية، كسبت الولايات المتحدة كثير من الأعداء في العالم برغم هيمنتها الواسعة، وهذا تسبب في ردة فعل في الداخل الأميركي بسبب الضحايا الذين كانوا هم الثمن الذي دفعه الجيش الأميركي في كل هذه المواقع".

تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 3500 من عناصر قوات التحالف الدولي في أفغانستان قُتلوا، من بينهم 2300 جندي أميركي منذ أن بدأت الحرب ضد طالبان في 2001.

وأشار العبادي إلى أن عدد القتلى الأميركيين في العراق أكبر من عددهم في أفغانستان، ولذا فإنه يعتقد بأن "الذي جرى في أفغانستان الآن تعد نكسة ونقطة تحول حقيقي في السياسة الأميركية"، معربا عن قناعته بأن الولايات المتحدة "سوف تفشل في العراق وتنسحب منه".

وتابع موضحا أن الداخل الأميركي سيكون ضد ذهاب الولايات المتحدة إلى مناطق نفوذ خارج البلاد بقوات عسكرية كما كان في السابق.

وأردف "ومحاولة الهيمنة وسياسة القطب الواحد أعتقد أنها انتهت بعد أن عادت روسيا وتنفست من جديد واستجمعت قواها.. [بالإضافة إلى] القوة الأخرى وهي الصين"، معتبرا أن هاتين القوتين [روسيا والصين] "تنافسان الولايات المتحدة في الهيمنة لكن بطريقة أذكى من الطريقة العسكرية التي تقوم بها والتي تقدم فيها ضحايا".

واستطرد قائلا "الصين هيمنت كثيرا، ولم يجرح مواطن صيني واحد".