الصفدي: وقف التصعيد يتطلب وقف كل الممارسات الإسرائيلية الاستفزازية والعدوان على غزة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 16 مايو 2021ء) أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أن وقف التصعيد، يتطلب وقف كل الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية والاستفزازية التي فجرته، والوقف الفوري للعدوان على غزة.

كما أكد الصفدي، في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الاستثنائي الافتراضي لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية، أن تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة من بيوتهم، سيكون "جريمة حرب لا يجوز أن يسمح المجتمع الدولي بارتكابها"​​​.

ونسب بيان صحافي صادر عن وزارة الخارجية الأردنية، حصلت وكالة "سبوتنيك" على نسخة منه، إلى الصفدي قوله، "إسرائيل تدفع المنطقة برمتها نحو المزيد من التوتر والصراع، وتهدد كل فرص تحقيق السلام العادل والشامل. ووقف التصعيد يتطلب وقف كل الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية والاستفزازية التي فجرته، والوقف الفوري للعدوان على غزة".

وأضاف الصفدي، "اجتماعنا الطارئ اليوم رسالة بأن العالم الإسلامي يقف متحداً ضد الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية اللاشرعية واللاأخلاقية واللاإنسانية في القدس المحتلة ومقدساتها، وفي باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضد العدوان على غزة".

وشدد الصفدي على أن محاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس ومقدساتها، "خرق فاضح للقانون الدولي، ودفع بالمنطقة نحو المزيد من التوتر والصراع".

وتابع قائلا، "القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية المركزية الأولى. والقدس ومقدساتها خط أحمر. ولا سلام شامل، ولا أمن ولا استقرار، من دون تحرر القدس المحتلة عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، على خطوط الرابع من حزيران [يونيو] لعام 1967".

وأردف وزير الخارجية الأردني قائلا، "ستظل المملكة تقف بكل إمكاناتها إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، لرفع الظلم عنهم وتلبية جميع حقوقهم المشروعة في الحياة الحرة الكريمة وفي الدولة المستقلة ذات السيادة على ترابهم الوطني. وستبقى حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة والحفاظ على هويتها العربية الإسلامية والمسيحية المهمة الأسمى التي يكرس الوصي عليها، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين كل إمكانات الأردن لها".

ولفت الصفدي إلى أن بلاده ستتخذ كل الخطوات اللازمة لإسناد الأشقاء، وحماية المقدسات، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وحق المنطقة في السلام العادل والشامل، "الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والذي يشكل خياراً استراتيجياً سبيله الوحيد حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

وختم الصفدي بالقول، "يتحقق الأمن والسلام بانتهاء الاحتلال وبتلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وإطلاق جهد دولي حقيقي يوجد الأفق السياسي المطلوب للتوصل إلى السلام العادل وفق حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال هو الأولوية التي يجب أن يتحرك المجتمع الدولي فورا لتلبيتها".

كان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان دعا، في بداية الاجتماع الوزاري الإسلامي، اليوم، المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية "المستفزة" في القدس، ووقف العمليات العسكرية في قطاع غزة؛ مشددا على رفض بلاده محاولات إسرائيل تهجير مواطنين فلسطينيين من منازلهم بالقدس الشرقية.

وأكد وزير الخارجية السعودي، رفض المملكة للإجراءات الفلسطينية في القدس الشرقية، والتي شهدت انتهاكات بالمسجد الأقصى ومحاولات تهجير فلسطينيين من منازلهم.

من جانبه، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض الماكي، "ما قامت وتقوم به إسرائيل في القدس والمدن الفلسطينية، هو اعتداء ضد العرب والمسلمين. نتعرض لعدوان همجي جديد، وامتدت الاعتداءات لتطال المسجد الأقصى المبارك".

وأكد المالكي أن الانتهاكات الإسرائيلية تسببت في هبة شعبية فلسطينية، مشددا على أن "القدس خط أحمر والاحتلال زائل، والقضية الفلسطينية يجب أن تبقى القضية المركزية".

من جانبه، دان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، ما وصفه بـ "العدوان الإسرائيلي الغاشم" على الفلسطينيين، داعيا إلى ضرورة وقفه.

وقال العثيمين، "إسرائيل تقوم بأعمال عدوانية في محيط الأقصى، بانتهاك للمقدسات".

بدوره، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن السلطات الإسرائيلية تمارس "حملة عنصرية" ضد الفلسطينيين عبر بناء المستوطنات وتهجير الفلسطينيين؛ لافتا إلى أن حل الدولتين بات مستحيلا بسبب الممارسات الإسرائيلية.

وأشار تشاووش أوغلو إلى أن اجتماع مجلس الأمن الدولي، المقرر اليوم، "لا يبشر بالخير"، حيث بالفعل عارضت الولايات المتحدة في وقت سابق إصدار قرار بشأن التطورات في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين.

وتشن إسرائيل غارات جوية مكثفة على قطاع غزة، وتستهدفه بقصف مدفعي، منذ الاثنين الماضي، ما أسفر عن مقتل 181 فلسطينيا حتى الآن، بينهم نساء وأطفال؛ فضلا عن إحداث تدمير هائل في البنية التحتية للقطاع.

وتطلق الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، من جهتها، قذائف صاروخية على المدن والبلدات الإسرائيلية؛ ما تسبب بمقتل 10 أشخاص وعديد الإصابات.

وبحسب بيانات الجيش الإسرائيلي، شنت الطائرات الحربية أكثر من 100 غارة على قطاع غزة، بعد منتصف الليلة الماضية؛ حيث تركز القصف على مدينتي غزة وخان يونس، بالإضافة إلى مناطق أخرى.

ونقلت محطات تلفزة عربية وأجنبية مشاهدا من القصف الإسرائيلي لمدينة غزة، والتي أظهرت بيوتا مدمرة فوق رؤوس ساكنيها، ما أوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى بين المدنيين الفلسطينيين.

كما استهدف القصف الإسرائيلي الشوارع المحيطة بمستشفى الشفاء غربي مدينة غزة، والمستشفى الإندونيسي شمالي القطاع؛ حيث أحدث القصف حفر هائلة في الشوارع، وأضرارا بليغة في البيوت المجاورة، ما أعاق حركة سيارات الإسعاف والدفاع المدني.

ووفقا لأحدث إحصائية لوزارة الصحة في غزة، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين، جراء القصف الجوي والمدفعي ومن البوارج الحربية، 181 شخصا، من بينهم 52 طفلا و31 امرأة؛ فضلا عن إصابة 1225 شخصا بجروح مختلفة.

وكانت شرارة الأحداث المتصاعدة اشتباكات بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية، بسبب اقتحامات وإغلاقات للمسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، منذ بداية شهر رمضان الماضي.

وإلى جانب ذلك، جرت محاولات إسرائيلية لتهجير أسر فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة؛ في خطوة ندد بها المجتمع الدولي، باعتبارها مخالفة للقوانين الدولية.