رئيس المخابرات العراقي مصطفى الكاظمي يتسلم مهمة تشكيل الحكومة الجديدة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 09 أبريل 2020ء) قرر رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح، اليوم الخميس، تكليف رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة الجديدة في البلاد، ليكون الشخص الثالث الذي يتولى هذه المهمة بعد فشل كل من النائب عدنان الزرفي ومحمد توفيق علاوي على مدار الأسابيع الماضية.

وأعلن الكاظمي قبول التكليف الرئاسي بتشكيل الحكومة الجديدة، وقال إنه سيعمل على "خدمة الشعب العراقي"، متعهدًا في أول تغريدة له بعد التكليف بأنه سيعمل على تشكيل حكومة تضمن سيادة البلاد وتدفع عجلة الاقتصاد للأمام​​​.

وكتب عبر حساب جديد دشنه على موقع تويتر، وبثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفارسية "مع تكليفي بمهمة رئاسة الحكومة العراقية، أتعهد أمام شعبي الكريم، بالعمل على تشكيل حكومة تضع تطلعات العراقيين ومطالبهم في مقدمة أولوياتها، وتصون سيادة الوطن وتحفظ الحقوق، وتعمل على حل الأزمات، وتدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام".

من جانبه صرح رئيس الجمهورية برهم صالح، خلال تسليم الكاظمي خطاب التكليف والذي بثه فعالياته التلفزيون العراقي، أن الاختيار جاء بعد توافق القوى السياسية الأساسية والاجتماعية أيضًا، معتبرا أن هذا التوافق يعلن عن "تجاوزنا مرحلة كانت صعبة علينا".

كان عدنان الزرفي أعلن صباح اليوم اعتذاره عن تشكيل الحكومة الجديدة مرجعا ذلك إلى سعيه "للحفاظ على وحدة العراق ومصالحه العليا".

وقال الزرفي، في كلمة اليوم الخميس "أقدم اعتذاري أولا لكل من وضع ثقته بنا منتظرا منا تحقيق ما يصبو إليه الجميع"، مضيفًا "اعتذاري عن الاستمرار بالتكليف مرده الحفاظ على وحدة العراق ومصالحه العليا".

وشدد الزرفي على أن "الاعتذار عن الاستمرار بالتكليف مرده الحفاظ على وحدة العراق ومصالحه العليا"، مشيراً إلى أن "عدم نجاح تجربة التكليف لأسباب داخلية وخارجية لن تمنعه من المضي في خدمة الشعب عبر موقعه النيابي الحالي".

وكلف الرئيس العراقي برهم صالح، في 17 آذار / مارس الماضي، عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة العراقية المؤقتة.

ودعمت قوى عراقية كبرى ترشيح الكاظمي لتشكيل الحكومة، فأكد تحالف سائرون بقيادة الزعيم الشيعي مقتدي الصدر، أن دعم رئيس الوزراء المكلف الجديد مرهون بما يقدمه من تعهدات.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) عن النائب عن التحالف برهان المعموري، قوله إن التحالف لا يعترض على طرح أي اسم، مضيفًا "دعمنا للكاظمي بقدر ما يقدمه من تعهدات، وأن لا ينجر وراء ضغوطات الأحزاب والكتل السياسية".

فيما أشار ائتلاف النصر في البرلمان الذي ينتمي له رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، إلى ثقته في أن الكاظمي سوف يتحرك نحو تخفيف واقع الأزمات المالية والصحية والجماهيرية في البلاد، بجانب إجراء انتخابات حرة ونزيهة.

وقال الائتلاف في بيان "نتمنى للمكلف الجديد مصطفى الكاظمي النجاح والمضي قدماً في إكمال منهاجه الحكومي وتشكيلته الوزراية للتصويت عليها في البرلمان العراقي، مع ثقته بان السيد الكاظمي سيخطو باتجاه العمل للتخفيف من واقع الازمات المالية والصحية والجماهيرية واجراء انتخابات حرة ونزيهة".

كان محمد توفيق علاوي، أعلن اعتذاره عن تشكيل الحكومة الجديدة  مطلع آذار/ مارس الماضي قائلًا إن "وضع العراقيل إمام ولادة حكومة مستقلة تعمل من أجل الوطن كان واضحا".

ومن ثم تم تكليف عدنان الزرفي محافظ البصرة السابق بتشكيل الحكومة قبل أن يعلن اليوم اعتذاره ويتم تكليف رئيس المخابرات الكاظمي.

واندلعت الاحتجاجات الشعبية الواسعة في العاصمة بغداد، وأنحاء أخرى من العراق، منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لإقالة رئيس الحكومة، عادل عبد المهدي، في أكبر ثورة شعبية يشهدها العراق منذ الاجتياح الأمريكي وإسقاط النظام السابق، الذي كان يترأسه صدام حسين، عام 2003.

نجحت المظاهرات التي عطلها تفشي وباء "كوفيد- 19" في إقالة رئيس الحكومة، عادل عبد المهدي، لكن هناك مطالب أخرى تمثلت في حل البرلمان، وتعديل الدستور بإلغاء المحاصصة الطائفية، وإقامة انتخابات مبكرة لاختيار مرشح يقدم من الشعب حصرا.