العراق 2021 .. أزمات داخلية وخارجية

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 29 ديسمبر 2021ء) في العراق وكما جرت العادة في الأعوام السابقة عند إعداد حصيلة لأبرز الأحداث التي شهدتها البلاد خلال عام، تأتي الأحداث الأمنية على رأس القائمة بل إنها غالبا ما تحتل المرتبة الأولى من حيث التسلسل الزمني ، فقبل نهاية الشهر الأول من العام 2021 وتحديدا في 21 كانون الثاني / يناير استفاق العراقيون على وقع تفجيرين انتحاريين وقعا في ساحة الطيران والباب الشرقي وسط بغداد، وقد أودى الحادث بحياة 32 شخصا وإصابة 110 آخرين بجروح بحسب وزارة الصحة العراقية.

وعلى خلفية التفجيرات وجه رئيس الحكومة، القائد العام للقوات المسلحة العراقية، مصطفى الكاظمي، باستنفار القوات الأمنية للحفاظ على الأمن وتم إجراء تغييرات في عدد من المناصب بالأجهزة الأمنية، ثم في وقت متأخر من اليوم نفسه، أعلنت وكالة "أعماق" الإخبارية التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي ( المحظور في روسيا) عن مسؤوليته عن الانفجارين اللذين لاقا تنديدا واسعا عربيا ودوليا .

وكانت التفجيرات الكبيرة تقع بوتيرة شبه يومية في العاصمة العراقية، لكنها تراجعت منذ هزيمة التنظيم الإرهابي عام 2017، بعد أن اجتاح مقاتلوه شمال وغرب البلاد.

زيارة البابا فرنسيس إلى العراق

في آذار / مارس 2021 شهد العراق حدثا تاريخيا بزيارة البابا فرنسيس للبلاد ، وتعتبر هي الزيارة البابوية الأولى إلى العراق وهي أول زيارة لحبر أعظم ، وقد استغرقت أربعة أيام حيث وصل البابا فرنسيس إلى مطار بغداد الدولي من مطار العاصمة الايطالية روما يوم 5 آذار/مارس 2021 وغادر بغداد يوم 8 آذار/مارس 2021 وسبق الزيارة تحضيرات رسمية وشعبية.

وقد حظيت زيارة البابا فرنسيس إلى العراق بأهمية كبيرة في البلاد والعالم حيث أعلن الكاظمي يوم لقاء السيد علي السيستاني ( المرجع الديني الأعلى في العراق ) والبابا فرنسيس في محافظة النجف "يوما وطنيا للتسامح والتعايش" في العراق كما تأتي أهمية الزيارة كونها جاءت في وقت يشهد العراق فيه تحديات أمنية إضافة إلى التحديات الصحية التي يشهدها العالم بسبب انتشار وباء "كوفيد- 19 ".

وزار البابا فرنسيس، مدينة ذي قار جنوبي العراق حيث تقع المدينة الأثرية أور، والتي تضم بيت النبي إبراهيم ، وقد أكد من هناك على أن زيارته إلى العراق هي رحلة "حج" لكون ارض العراق هي ارض مقدسة للأديان السماوية ، كما زار عددا من الكنائس في بغداد وأربيل ونينوى والتقى بعدد من الشخصيات السياسية والدينية .

مقتل وإصابة العشرات بحريق مستشفى في بغداد

في 24 نيسان / أبريل 2021 شهد العراق حدثا مأساويا تمثل بمقتل وإصابة العشرات باندلاع حريق في مستشفى "أبن الخطيب" المخصص لمرضى "كوفيد-19" جنوب شرق العاصمة بغداد .

وبحسب وزارة الداخلية العراقية فقد أدى الحريق الذي ( بدأ بانفجار أسطوانة أوكسجين حسب شهود العيان ) إلى مقتل 82 شخصا وإصابة 110 آخرين بإصابات مختلفة نتيجة الحرائق ونتيجة لقفز البعض من مكان مرتفع ولأن البعض منهم في حالة صحية معينة ، فيما أشار الدفاع المدني في العراق إلى أنّ المستشفى يخلو من منظومة استشعار الحرائق وإطفائها، والأسقف الثانوية عجّلت من انتشار النيران بسبب احتوائها على مواد فلّينية سريعة الاشتعال .

وعقب الحادث عقد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اجتماعًا طارئًا مع وزارة الداخلية والصحة ومستشار الأمن القومي، ووجه بإجراء تحقيق عاجل مع عدد من المسؤولين الصحيين في بغداد، واعتبر الحادثة "نكسة تمس الأمن القومي"، وقرر سحب يد كل من مدير عام دائرة صحة بغداد الرصافة، ومدير مستشفى ابن الخطيب، وفي وقت لاحق قرر الكاظمي وقف عمل وزير الصحة ومحافظ بغداد وإحالتهما للتحقيق على خلفية الحادث ، كما تم إعلان الحداد الرسمي في البلاد لمدة ثلاثة أيام على ضحايا الحريق .

في حزيران /يونيو من العام 2021 عادت التفجيرات مرة أخرى إلى واجهة الأحداث في العراق إثر تفجير وقع في الـ19 من الشهر واستهدف سوقا شعبية تعرف بسوق "الوحيلات" عشية عيد الأضحى في مدينة الصدر شرقي بغداد إحدى أكثر ضواحي العاصمة العراقية اكتظاظا بالسكان وهي معقل أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ، وقد أدى الحادث إلى مقتل وإصابة العشرات بينهم نساء وأطفال حسبما أفاد حينها مصدر أمني عراقي لسبوتنيك .

وقال المصدر الذي تحفظ الكشف عن اسمه، أن ما يقارب الـ30 قتيلا بينهم أطفال ونساء سقطوا إثر التفجير فضلا عن عدد كبير من الجرحى في السوق المزدحم بالمواطنين الذين كانوا يتبضعون لعيد الأضحى".

وأعلن تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد من دول العالم) مسؤوليته عن الهجوم، حسبما قالت وكالة ناشر نيوز التابعة له على تليغرام.

وأضاف التنظيم الإرهابي، أن أحد مقاتليه فجر سترته الناسفة وسط الحشود.

وعلى إثر التفجير خرج المئات من أهالي مدينة الصدر ، في احتجاج غاضب ، وأوقدوا الشموع في السوق على أرواح الضحايا ، وبعد نحو شهر وتحديدا في يوم 24 تموز / يوليو 2021 أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عن القبض على العصابة التي خططت لهذا التفجير .

الحدث السياسي الأبرز في العراق عام 2021

في العاشر من تشرين الأول / أكتوبر عام 2021 شهد العراق الحدث السياسي الأبرز خلال العام وتمثل بإجراء الانتخابات التشريعية المبكرة التي كانت أهم مطالب احتجاجات "ثورة تشرين " في البلاد عام 2019 .

وبحسب المفوضية العليا للانتخابات في العراق فقد بلغت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات 44% من أصل أكثر من 22 مليون ناخب يحق لهم الإدلاء بأصواتهم ، وقد أفرزت الانتخابات بحسب النتائج النهائية المعلنة فوز الكتلة الصدرية بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بالمرتبة الأولى بحصولها على 73 مقعدا في البرلمان المكون من 329 مقعدا ، فيما حصلت كتلة "تقدم" ( من العرب السنة ) بزعامة رئيس البرلمان العراقي المنحل محمد الحلبوسي على المرتبة الثانية بـ 37 مقعدا.