الولايات المتحدة قد تقوم بعسكري في العراق وتداعياته ستكون بالغة الخطورة - خبراء

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 18 أبريل 2021ء) أحمد شهاب الصالحي. مع استمرار الهجمات الصاروخية على القواعد الأميركية في العراق وضد سفارة الولايات المتحدة في العاصمة بغداد والمطارات في البلاد سواء في العاصمة أو في أربيل من دون عمل واضح من الحكومة العراقية لإيقاف هذه الهجمات أو حتى تحديد الجماعات المسؤولة عنها، يرى خبراء في مجال الأمن أن الرد العسكري من قبل واشنطن بشكل منفرد أو عبر التحالف الدولي ضد تنظيم داعش [الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول] الموجود على الأراضي العراقية بات واردا جدا خلال الفترة المقبلة، فيما حذر آخرون من عواقب القيام بهذه الخطوة

وكانت الولايات المتحدة الأميركية، قد طالبت الأربعاء الماضي، الحكومة العراقية بحماية بعثاتها الدبلوماسية في البلاد، مهددة بأنها قد تضطر إلى حماية نفسها بنفسها.

وقال القنصل الأميركي في أربيل، روبرت وولر: "إذا لم يتول العراق حمايتنا سنضطر لحماية أنفسنا بطريقتنا".

تكرار في الهجمات وتطور في الأسلوب:

بعد أشهر من استخدام الجماعات المسلحة في العراق نمط الصواريخ في هجماتها، شهدت البلاد، في سابقة تعد الأولى من نوعها، نمطا جديدا باستخدام طائرة مسيرة تحمل مواد شديدة الانفجار في الهجوم على مطار أربيل الأسبوع الماضي بحسب وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق وهو ما اعتبره الخبير الأمني احمد الشريفي انعطافة في الأزمة بالبلاد.

ويقول الشريفي، في حديث لوكالة سبوتنيك، "هذه العملية تشكل انعطافة في الأزمة بالعراق، عندما تستخدم الطائرة المسيرة فمعنى ذلك أن من كان يعبث باستخدام الكاتيوشا والصواريخ برا باتت لديه القدرة على أن يفرض إرادته من ضمن منظومة تحكم وسيطرة جوية"، لافتا إلى أن "هذه الطائرة تحتاج إلى قواعد إطلاق ومتابعة ومنظومة قيادة وسيطرة بمعنى أنه انتقل من العمليات البرية إلى العمليات الجوية وهذه فيها تحد كبير جدا لسيادة البلاد فضلا عن أن القواعد ممكن أن تؤمن بحزام ضامن وهذا الحزام يؤمنها من النيران المباشرة وغير المباشرة".

وأضاف "الآن أصبح التهديد بري وجوي وهذه معادلة مهمة جدا تحتاج إلى أن نضع لها حلول لأنه في حال عجزت الإرادة الوطنية فتلقائيا سيكون هناك تدخلا دوليا".

الرد العسكري الأميركي وارد جدا:

ويرى الشريفي أن "كل المعطيات الآن تشير من الميدان إلى أن الحكومة الاتحادية قد منحت فرصة من الإرادة الدولية وبالتحديد بإشراف من الولايات المتحدة لاستخدام مواردها الوطنية في إسكات هذا العبث الميداني، المشاغلة بالصواريخ أو حتى الخطاب الإعلامي الترويجي والتحريضي"، مشيرا إلى أنه "عندما تدرك الإرادة الدولية أن هناك عجزا على مستوى القدرة الوطنية في إسكات هذه القوات، وأن المؤثر الحزبي والأحزاب أقوى من المؤسسات ستلجأ إلى التدويل بمعنى أن تكون الخيارات مفتوحة أمام الإرادة الدولية لاتخاذ إجراءات رادعة".

وتابع "ربما تبدأ هذه الإجراءات بخطوات سياسية وتنتهي عسكرية والاحتمال العسكري وارد بل في تقديري وارد جدا، لأن الولايات المتحدة تمتلك تفويضا من الأمم المتحدة ومن مجلس الأمن في حقين، الحق الأول بوصفها حليف استراتيجي للعراق والحق الثاني أنها مكلفة بمواجهة الإرهاب وكل استهداف لها يصنف إرهابا بموجب القانون الدولي ولذلك حق الرد مكفول للولايات المتحدة ولذلك في تقديري بعد ضربة مطار أربيل ستكون هناك عمليات عسكرية قد نختلف على التوقيت أي قد تكون قريبة أو بعيدة بعض الشيء، ولكن ستكون هناك عمليات عسكرية إدراكا بأن استهداف المطارات جزء لا يتجزأ من ال�

�خلال بالأمن والسلم الدوليين ".

الرد قد يكون بعمليات إنزال جوي:

ويتوقع الشريفي أن يكون الرد العسكري الأميركي عبر عمليات إنزال جوي لتنفيذ مهمات اعتقال أو مطاردة.

ويقول "قبل نحو شهرين أو ثلاثة ينحصر نشاط طيارين أميركيين بين العراق والكويت وعددهم 60 طيارا يقودون طائرات من نوع شينوك لإبرار القوات الخاصة بواقع من 33 إلى 55 مقاتل بمجموع 60 طائرة ".

ويضيف "معنى ذلك أنها وفرت قدرة قتالية ميدانية مهمة وفاعلة فاحتمالية أن تكون هناك ضربات جوية واردة وأن تكون هناك عمليات إنزال جوي لعمليات اعتقال أو مطاردة أيضا واردة لأن الولايات المتحدة تميل دائما إلى أن تكون العمليات عبر القوات المجوقلة والقوات المجوقلة هي القوات المحمولة جوا تجنبا لحالة المشاغلة البرية إن تحركت برا ، لذلك التوقعات جميعها تشير إلى أنه ستكون هناك عمليات عسكرية".

من المسؤول عن الهجمات المسلحة؟

من جهته يرى المحلل السياسي فاضل أبو رغيف، في تصريحات لسبوتنيك، أن الرأي الشائع بوقوف جماعات موالية لإيران وراء الهجوم الأخير على مطار أربيل.

ويقول أبو رغيف "بصراحة لا أذهب مع هذا الرأي لعدة اعتبارات أولا لأنه هناك علاقات تجارية متينة جدا وسياسية واقتصادية بين إيران وأربيل، ولا أعتقد أن هذا الأمر صحيحا وأرى أن الأمر يذهب إلى أبعد من ذلك".

ويضيف "نينوى وأربيل ساحة صراع إقليمية قوية جدا، هناك حزب العمال الكردستاني وهناك قسد [قوات سوريا الديمقراطية]، تحظى بالتأييد هناك جماعات لا تهوى التواجد الأميركي ولا ترغب به، وهناك جماعات متضررة من تداخلات البيشمركة، وهناك جماعات متضررة من تداخلات الجيش العراقي. جملة تناقضات في مساحة لا تتجاوز 80 كيلو مترا مربعا".

ويتابع أبو رغيف قائلا "ما يحدث لا أعتقد أنه نتيجة صراع إيراني أميركي، لأنه كما قلت الإيرانيون في أبهى صورة بعلاقاتهم مع إقليم كردستان العراق.

الرد العسكري الأميركي سيدخل البلاد في مرحلة عنف:

ويحذر أبو رغيف من دخول البلاد في مرحلة "عنف ودماء" في حال أقدمت واشنطن على القيام بعمل عسكري ضد جماعات مسلحة في العراق. ويقول "إذا قام الأميركيون بهذا الفعل فإنهم سيؤزمون الوضع أكثر مما هو عليه وسيدخلون البلاد في مرحلة عنف لا علاقة للعراقيين بها، وهذا سيدخل البلاد في موجات عنف ودماء".

ويتابع "هذه الجماعات هي جزء من المجتمع العراقي وبالتالي أعتقد أن لديها خطوط تواصل من خلال القيادات السياسية، وأعتقد نعم هناك تواصل بدليل الهدنة التي حدثت قبل أربعة أشهر من الآن وبالتأكيد هذه الهدنة لم تحدث من فراغ وقطعا هناك تفاهم وتواصل وهو الذي أدى إلى هذه الهدنة".