مباحثات عراقية إيرانية في طهران لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 27 فبراير 2021ء) أعرب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، خلال استقبال نظيره العراقي، فؤاد حسين، عن استنكاره للهجوم الأميركي الذي استهدف مناطق بشرقي سوريا قرب الحدود مع العراق فجر الجمعة، لافتًا إلى أن الهجمات الأخيرة التي شهدتها العراق تهدف إلى "عرقلة العلاقات بين بغداد وطهران".

وقال ظريف، حسبما نقل عنه بيان للخارجية الإيرانية، اليوم السبت، "استنكر الهجوم الأميركي الخطير لمهاجمة القوات العراقية في المناطق الحدودية بين العراق وسوريا"، واصفا تلك الهجمات بأنها "انتهاك لسيادة البلاد وغير قانونية"​​​.

وذكرت الخارجية أن "ظريف شكك في نوايا الهجمات الأخيرة بالعراق، مؤكدا أنها تستهدف عرقلة العلاقات الإيرانية العراقية وزعزعة أمن واستقرار هذا البلد". وحث "الحكومة العراقية على أن تكشف المتورطين في تلك الحوادث".

من جهته، قال وزير الخارجية العراقي إن "بغداد تؤكد أنها لن تسمح باستغلال الأحداث التي تقع في العراق لتعطيل العلاقات الممتازة بين البلدين".

هذا وذكرت الخارجية العراقية، أن الوزير التقى بالمستشار الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، لمناقشة عدّة ملفات تختص بالعلاقات الثنائيّة والأمن، فضلاً عن التطرّق لتطورات الوضع الإقليمي والدولي وانعكاساته على أمن واستقرار العراق والمنطقة.

وأكّدَّ الوزير العراقي، على أهميّة "العمل المشترك لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والارتكان لكل ما من شأنه خفض التوتر، تحقيقاً لمفهوم الأمن الجماعي".

من جانبه، أكد شمخاني التزام إيران بدعم العراق "تجاه كل ما يُعَدُّ تهديدا لأمنه وسيادته"، لافتا إلى أن "الضربات التي طالت مواقع مختلفة في العراق مؤخرا من قبل جماعات مشبوهة تضر بسيادة العراق، وهي موضع إدانة ورفض الحكومة الإيرانيّة".

وحول الديون العراقية، أكد وزير الخارجية العراقي، أن بلاده ستبدأ قريبا بتسديد الديون المستحقة عليها إلى إيران حسب آليات الاتفاق بين الجانبين.

وقال حسين إنه "في ظل الجهود المتواصلة التي يبذلها القطاعان المالي والمصرفي والمؤسسات الاقتصادية الإيرانية والعراقية، أزيلت بعض العقبات المهمة وستبدأ قريباً عملية سداد الديون بناءً على الخطط المتفق عليه بين البلدين".

وتابع وزير الخارجية العراقي "الأمن والاستقرار أساس التنمية الاقتصادية والازدهار"، مضيفا "بالنسبة لدولة مثل العراق التي شاركت في محاربة الإرهاب وانعدام الأمن لسنوات عديد ، فإن إرساء الأمن هو أولوية قصوى لحكومتها".

وكانت إيران أكدت في 30 كانون الأول/ديسمبر الماضي استلامها جزءا من مستحقات صادرات الكهرباء والغاز لدى العراق، وذلك بعد ساعات من إعلان الجانب العراقي استئناف ضخ الغاز الإيراني بعد توقف على خلفية وجود متأخرات مستحقة.

ولجأت إيران مؤخرا إلى استرداد قيمة المتأخرات المستحقة على العراق من ديون الكهرباء من خلال أسلوب المقايضة، حيث يجري تسوية هذه الديون بسلع تستوردها طهران، في حين عادت اللجنة المشتركة العليا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين بعد توقف استمر 6 سنوات.

ولا يوجد رقم معلن عن حجم الديون المالية الواجب أن يسددها الجانب العراقي لإيران.

والعراق يعاني من أزمة نقص كهرباء مزمنة منذ عقود، جراء الحصار والحروب المتتالية.