السياحة المصرية.. بداية الانتعاش في 2021 وتحديات في 2022

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 03 كانون الثاني 2022ء) سلمى خطاب. مثل عام 2021 بداية الانتعاش لحركة السياحة في مصر بعد 10 سنوات من الركود، بداية من انطلاق ثورة الخامس والعشرين من كانون الأول/يناير 2011، وحتى عام تفشى وباء كوفيد-19 في عام 2020، لكن جاء عام 2021 ليشهد العديد من الفعاليات والأحداث التي مثلت انطلاقة جديدة للقطاع، خاصة مع تحسن وضع الوباء عالميا، حيث رفعت أغلب الدول قرارات حظر السفر، وتوسعت حملات التطعيم ضد كوفيد -19.

فخلال عام 2021 شهدت مصر احتفالات ضخمة للترويج السياحي، وقرارات هامة مثل استئناف الطيران العارض المباشر بين المدن الروسية ومنتجعات البحر الأحمر بعد توقف دام لنحو 6 سنوات، وأيضا استئناف الطيران المباشر بين انجلترا وشرم الشيخ، وبدء تنفيذ خطط لربط مدن السياحة الساحلية بمدن السياحة الأثرية عبر الطيران المباشر، إضافة حملات ترويج للسياحة في مصر داخليا وخارجيا.

لكن هذه الخطوات واجهتها تحديات عديدة، أبرزها وأهمها عالميا هو وضع انتشار فيروس كورونا المستجد ومتحوراته التي وضغت ضغوطا وقيودا على حركة السفر والسياحة، إلى جانب انخفاض قيمة العملة في أسواق سياحية منافسة للسوق المصري، مثل تركيا ولبنان، ما جعلها أرخص للسياحة بشكل ملحوظ.

ولا توجد أعداد معلنة عن إجمالي عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال عام 2021، لكن بيانات سابقة لوزارة السياحة والاثار أظهرت أن عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال النصف الأول من العام بلغ 3.5 مليون سائح، وهو أكثر بقليل من عدد السياح الذين زاروا مصر في عام 2020 كله والذي بلغ 3.39 مليون سائح.

كما سًجل هذا العدد قبل قرارات استئناف الطيران المباشر بين روسيا ومنتجعات البحر الأحمر، والذي اتخذ في آب/أغسطس 2021، وفي 21 كانون الأول/ديسمبر، أعلنت المديرة التنفيذية لاتحاد شركات السياحة التنفيذية أن عدد السائحين الروس الذين زاروا مصر منذ استئناف رحلات الطيران المباشر بلغ 680 ألف سائح روسي، مشيرة إلى أن مصر أصبحت المقصد السياحي الثاني للسائحين الروس بعد تركيا.

وخلال عام 2021 التفتت الأنظار إلى احتفاليتين ضخمتين نظمتهما وزارة السياحة والآثار للترويج السياحي، الاحتفالية الأولى في إبريل/نيسان الماضي، لنقل 22 مومياء لملوك وملكات مصر في عصر الفراعنة من مقرهم في المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة، الذي افتتح هذا العام أيضا، ويضم قاعة كبيرة خصصت لعرض مومياوات الملوك، وانتقلت إليها المومياوات عبر شوارع القاهرة في رحلة استغرقت نحو 40 دقيقة، في موكب جنائزي وعسكري مهيب.

أما الاحتفال الثاني، فتم تنظيمه في 25 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في مدينة الأقصر للترويج السياحي للمدينة والإعلان عن الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى من ترميم "طريق الكباش الأثري"و هو طريق تاريخي يربط بين أبرز معلمين أثريين في المدينة التي تمتلئ بالآثار، وهما معبد الأقصر ومعابد الكرنك، ويبلغ طول الطريق 2.7 كم وعرضه 76 مترا، على جانبيه أكثر من ألف تمثال لأبي الهول ولكن برأس إنسان وبرأس كبش، في رمز للإله آمون، وبدأت الحفائر للكشف عن هذا الطريق في الأربعينيات من القرن الماضي، ويعد أكبر مشروع أثري مصري.

وخلال هذه الفعالية أعلنت محافظة الأقصر أن نسبة الإشغال في فنادق المدينة بلغت 100% لأول مرة منذ 10 سنوات.

أما عن أبرز الاكتشافات الأثرية في عام 2021، فكانت مدينة "صعود آتون" وهو الاكتشاف الذي عرف باسم "المدينة الذهبية المفقودة"، وكشف عنها في نيسان/إبريل الماضي، في البر الغربي لمدينة الأقصر، وهي مدينة أثرية كاملة يعود تاريخها إلى 3000 عام، ومبنية من الطوب اللبن، بشكل زجزاج وعاش فيها بشكل أساسي العمال في عصر الفراعنة الذين كانوا يعملون في بناء معبد هابو القريب ومقابر الملوك في وادي الملوك.

إذا مثل عام 2021 عام الانطلاقة بالنسبة للسياحة المصرية، فإن عام 2022 يأتي ليكون بمثابة عام للتحديات، حيث تستعد مصر خلاله لعدد من الأحداث والفعاليات، أبرزها افتتاح المتحف المصري، وهو الافتتاح المؤجل منذ عامين بسبب ظروف انتشار وباء كوفيد-19، ومن المقرر أن يتم في العام الجاري حسب ما أعلنت وزارة السياحة والآثار.

وانتهت الأعمال الهندسية في المتحف المصري الكبير بنسبة 99 بالمئة، وتستعد الوزارة إلى تنظيم احتفالية أخرى كبيرة هذا العام لنقل قناع توت عنخ آمون الذهبي من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير، في موكب ضخم شبيه بموكب المومياوات الملكية، حيث سيكون هذا القناع هو أيقونة المتحف الجديد، كما سيضم جناحا خاصا لعرض المجموعة الكاملة لكنوز الملك الذهبي.

كما أعلنت وزارة السياحة والآثار أنها ستسمر في نهج الاحتفالات الكبرى للترويج السياحي للمدن المختلفة، وكان مقرر إقامة الاحتفالية المقبلة في كانون الأول/ديسمبر الماضي، لكنها تأجلت إلى شباط/فبراير المقبل بسبب ظهور متحور فيروس كورونا (أوميكرون).

ويمثل ظهور المتحور الجديد للفيروس تحديا من جديد أمام حركة السياحة في مصر، حيث أعادت العديد من الدول، وخاصة الدول الأوروبية فرض قيود على حركة السياحة والسفر، وهي القيود المتوقع أن تستمر خلال الربع الأول من العام الجديد.