العلاقات بين مصر وتركيا لن تتعافى سريعا والتطبيع بينهما قد يستغرق وقتاً - خبير تركي

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 12 سبتمبر 2021ء) سماهر قاووق أوغلو.  أكد خبير تركي في شؤون الشرق الأوسط، أن العلاقات بين مصر وتركيا لن تتعافى بسرعة وعملية التطبيع بينهما تسير ببطء، مشيراً إلى أنّ بين البلدين مشكلات عالقة يحتاج حلها لوقت، كما أنّ لدى الطرفين مطالب وتطلعات من الصعب أن يتخذا خطوات لتلبيتها على المدى القريب​​​.

وقال أويتون أورهان الخبير التركي في مركز دراسات الشرق الأوسط، في مقابلة مع وكالة سبوتنيك، "تعتبر الجولة الثانية من المحادثات التي عقدت مؤخراً بين مصر وتركيا في أنقرة مرحلة جديدة في خطوات تطبيع العلاقات بين البلدين والتي بدأت قبل فترة من خلال المحادثات التي عقدت في القاهرة بين الجانبين".

وأضاف "تعتبر المحادثات التي عقدها وفدي البلدين في أنقرة المرحلة التحضيرية الأخيرة قبيل الخطوة التالية التي سيتخذها الطرفان في تطبيع العلاقات"، كاشفا أنه يخطط لعقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين في المرحلة المقبلة.

وتابع أورهان، "بحث الطرفان خلال اجتماعهما في أنقرة مجالات التعاون والمشاكل العالقة بين البلدين، وتبادلا الآراء حول المجالات التي من الممكن أن تتقدم فيها العلاقات قبيل لقاء وزيري خارجية البلدين المحتمل إجرائه في المرحلة المقبلة".

 ورجّح الخبير التركي أنّ يكون قد جرى بحث مسألتي ليبيا وشرق المتوسط والتعاون في هاتين المنطقتين خلال اجتماع وفدي البلدين في أنقرة، إضافة إلى مطالب كلا البلدين لتطبيع العلاقات بينهما.

واستطرد قائلاً: "لدى مصر مطالب وتطلعات بشأن المعارضين المصريين، وقادة وأعضاء جماعة الأخوان المسلمين الذين لجأوا إلى تركيا، وأعتقد أن الجانب المصري عاود طرح هذه المطالب مجدداً".

كما استبعد الخبير "احتمال تلبية تركيا مطالب وتطلعات مصر بشأن المعارضين وخصوصاً المنتسبين لجماعة الإخوان المسلمين على المدى القريب".

وأعرب الخبير عن اعتقاده أنّ القاهرة وأنقرة قد تضعان المشاكل العالقة بينهما جانباً وتحاولان تسليط الضوء على مجالات التعاون لتهيئة الظروف المناسبة في بيئة التعاون التي ستتشكل بهدف حل تلك المشاكل العالقة بسلاسة لاحقاً".

ولفت أورهان إلى أنه "من أهمّ العناصر التي دفعت تركيا لتطبيع العلاقات مع القاهرة هو سعيها للتعاون مع مصر في شرقي المتوسط والتنسيق معها من أجل تحقيق الاستقرار في ليبيا، إلى جانب رغبتها في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية".

ورأى "أن العلاقات بين البلدين لن تتعافى بسرعة بل أن مرحلة التطبيع ستسير ببطء، وقد يتخذ البلدان التدابير لزيادة الثقة وفتح قنوات الحوار بينهما، ومن ثم رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية تدريجياً بين البلدين، والخطوة الأهم التي قد يتم اتخاذها في المرحلة المقبلة هي تبادل السفراء بين البلدين".

وتوقع الخبير التركي احتمال أن يتم تبادل السفراء قريباً موضحاً أن: استمرار المحادثات بين أنقرة والقاهرة وارتفاع مستواها تدريجياً، إضافة إلى احتمال عقد لقاء بين وزيري خارجيتهما، يزيدان التوقعات بشأن تبادل السفراء وأتوقع أن يتم اتخاذ هذه الخطوة قريباً، ولكن من الصعب تحديد موعد واضح".

ولفت الخبير التركي إلى أن هناك قضايا عديدة عالقة تعيق تطبيع العلاقات بشكل كامل بين البلدين، مضيفاً: "لدى تركيا تحفظات حول تقارب مصر مع اليونان وقبرص الجنوبية شرقي المتوسط وتعاونها معهما  في مشروع خط الغاز (إيست ميد)، بينما تعارض مصر في المقابل الوجود العسكري التركي في ليبيا وتتطلع لانسحاب القوات التركية من هذا البلد، إضافة إلى علاقة تركيا مع المعارضين المصريين وخصوصا قادة وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وتطالبها بقطع هذه العلاقة معهم".

واستبعد الخبير اتخاذ الطرفين خطوات لطمأنة بعضهما البعض بهدف حل المشاكل العالقة بينهما على المدى القريب مضيفاً: "ولكن من الممكن أن يتخذ الطرفان تدابير لخفض حدة التوتر بينهما".

وكانت أنقرة شهدت جولة مباحثات "استكشافية ثانية بين مصر وتركيا على مستوى نائبي وزيري الخارجية وصفت بأنها إيجابية.

وفي تصريحات سابقة لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي توقع أن تعود العلاقات المصرية التركية لطبيعتها قبل انتهاء العام الجاري.

وشهدت العلاقات المصرية التركية أزمة انتهت إلى قطع العلاقات، على خلفية عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في صيف 2013، إثر احتجاجات شعبية عارمة، وهو ما اعتبرته تركيا "انقلابا عسكريا على رئيس منتخب"، فيما أكدت مصر أنها ثورة شعبية استجاب لها الجيش.