اجتماع استثنائي في الدوحة غدا لبحث أزمة سد النهضة.. ماذا يمكن ان تقدم الدول العربية؟

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 14 يونيو 2021ء) سلمى خطاب. يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا استثنائيا غدا الثلاثاء في الدوحة لمناقشة تطورات أزمة سد النهضة بطلب من مصر والسودان.

ويأخذ هذا الاجتماع بعدا هاما خاصة مع اقتراب الموعد الذي حددته أثيوبيا للملء الثاني للسد خلال موسم الأمطار في الشهر المقبل، إضافة إلى أن هذا الاجتماع يعد الأول الذي يعقده الوزراء العرب في الدوحة منذ مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر في عام 2017، ثم المصالحة التي تمت مطلع هذا العام في مدينة العلا السعودية.

ويتوقع محللون أن يصدر عن هذا الاجتماع بيانا يكرر إعراب الدول العربية عن تضامنهم لموقف مصر والسودان في النزاع حول السد مع أثيوبيا، ويعمق من الاتصالات بين القاهرة والخرطوم، والعواصم العربية في حال أرادت دول المصب التصعيد ضد أثيوبيا.

وفي هذا السياق، يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة مصطفى كامل السيد في تصريح لوكالة "سبوتنيك" إن "التصور لدى الحكومة المصرية والتعليقات المنشورة  لما يمكن أن يقدمه الاجتماع في أزمة سد النهضة، هو تكرار الإعراب بالإجماع لموقف مصر والسودان في هذا النزاع مع أثيوبيا، وهذا أعتقد أنه سيحدث، سيصدر الوزراء بيانا يعرب عن التضامن مع الدولتين".

وأضاف "المسألة الثانية المتعلقة بهذا الاجتماع هي إذا ما طرح هذا النزاع على مجلس الأمن، إحدى الدول العربية أصبحت عضوا في مجلس الأمن وهي الإمارات، ومن المتوقع أن تأخذ الإمارات موقفا مساندا لمصر في النقاش الذي سيجري في مجلس الأمن، أو إذا كان هناك مشروع قرار تقدمه دولة الإمارات وتسعى للحصول على تأييد دول أخرى في الموضوع، هذا إذا جرى النقاش حول سد النهضة في مجلس الأمن".

وتابع السيد "الأمر الثالث، هو أن هناك عدد من الدول العربية لها استثمارات في الدول العريبة سواء كانت استثمارات حكومية أو استثمارات خاصة، وربما لها مشروعات، وهذه الدول لديها علاقات طيبة مع الحكومة الإثيوبية، وهناك الكثير ممن يروا أن هذه الدول يمكن أن تتخذ مواقف مساندة لمصر في التفاوض مع الحكومة الإثيوبية، ويمكن أن يكون لوجهة نظرها نوع من الثقل لدى أديس أبابا".

وأوضح "لكن هذا الموقف من الدول العربية والدول الخليجية تحديدا لا أظن أنه سينعكس في البيان الختامي، لكن يمكن أن يكون موضوعا للتفاهم، ويكون هناك اتفاقا عليه"، أكد على كل الأحوال، هذا لا يمكن أن يخرج عن اجتماع الدوحة إلا إذا سبقه اتصالات عالية المستوى بين رؤساء الدول، فالرئيس عبد الفتاح السيسي التقى قبل يومين بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهناك اتصالات مع قطر والإمارات".

وللتحضير إلى الاجتماع، وصل وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى العاصمة القطرية اليوم الأحد، حيث التقى بنظيره القطري، حيث أكدا على أهمية التضامن العربي مع مصر والسودان خلال الاجتماع المقرر غدا.

وقبل يومين سجلت الخارجية المصرية اعتراضها، في خطاب لدى رئيس مجلس الأمن الدولي، على إعلان السلطات الإثيوبية نيتها الاستمرار بملء سد النهضة، دون التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بين الأطراف.

وعقب الجمود الذي لازم المفاوضات، خلال الأشهر الماضية، خاصه بعد انهيار مفاوضات سد النهضة بالعاصمة الكونغولية كينشاسا، اقترح السودان على أثيوبيا بضرورة الاستعانة بوساطة دولية رباعية، تضم الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، تعمل تحت مظلة الاتحاد الأفريقي؛ لمساعده الأطراف الثلاثة في التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملأ وتشغيل سد النهضة، وهو الاقتراح الذي رفضته اثيوبيا، وتمكست بالوساطة المنفردة للاتحاد الأفريقي.

وقامت أديس أبابا بإنفاذ المرحلة الأولى من الملء، والتي تقدر بحوالي 4.9 مليارات متر مكعب، في تموز/ يوليو من العام الماضي.

وأكدت مصر والسودان، عقب مباحثات جمعت، الأربعاء الماضي، وزراء الخارجية والموارد المائية والري في كلا البلدين، أهمية التوصل لاتفاق شامل وقانوني لتشغيل وملء السد الإثيوبي، قبل موسم الخريف المقبل.

كما أكدت ضرورة التحرك دوليا، للضغط على إثيوبيا، لإبرام اتفاق مع الخرطوم والقاهرة، لضمان انسياب المياه بصورة اعتيادية؛ حسب الاتفاقية الثنائية بين السودان ومصر، الموقعة في العام 1959.