تصريحات ترامب حول "تفجير سد النهضة" تحذير لأثيوبيا وتعرية لموقفها أمام العالم - خبير

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 25 اكتوبر 2020ء) سلمى خطاب. اعتبر مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية هاني رسلان تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول احتمالية تفجير مصر لسد النهضة الإثيوبي، بمثابة تحذير لإثيوبيا، وتعرية لموقفها "المتعنت" أمام العالم​​​.

وقال رسلان في تصريح لوكالة "سبوتنيك" اليوم السبت إنه "بخصوص تصريحات ترامب، مصر لم تتحدث عن الموقف العسكري إطلاقا بل أن الرئيس السيسي نفى ذلك في وقت سابق وكان النفي صريحا وواضحا ولا لبس فيه، الآن تصريحات ترامب بمثابة تحذير لإثيوبيا لأن موقفها متعنت للغاية وغير مقبول وبه تجاوز للقانون الدولي وتعريض لمصر لضرر شديد".

وتابع رسلان "أثيوبيا رفضت [الوثيقة] لأنها ليس لديها رغبة في الوصول إلى اتفاق، بل تسعى إلى الهيمنة على النهر واستخدام ذلك لأهداف سياسية واستراتيجية فيما بعد".

وأكد رسلان "تصريحات ترامب قامت بتعرية الموقف الإثيوبي أوأضاف رسلان "هذا أمر غير مقبول أن تقوم أثيوبيا لأسباب واهية بتعريض شعب لمحنة وجودية، وخاصة أن وثيقة واشنطن التي أشار لها ترامب كانت توفر حل متوازن ويلبي مصالح الدول الثلاث، و90 بالمئة من هذه الوثيقة كان باتفاق الأطراف الثلاثة، مصر والسودان وأثيوبيا، ووضعتها واشنطن بالتنسيق مع البنك الدولي بشكل عادل لمصالح الدول الثلاث".

مام العالم كله، وأكد من خلالها بشكل واضح أن ما تفعله أثيوبيا في جوهره هو منع المياه عن مصر، وأن هذا موقف لا يمكن احتماله ولا يمكن التعايش معاه بالنسبة لمصر، وهذا التصريح هو امتداد للموقف الأميركي السابق بقطع بعض المعونات عن أثيوبيا لموقفها المتعنت".

وشدد "هذه التصريحات وجهت ضربة لكل الحجج والأكاذيب التي ترددها أثيوبيا، وفضحتها أمام العالم أنها دولة معتدية ومتعنتة وهذا يصب في صالح عدالة القضية والموقف المصري".

وحول تأثير إعلان اتفاق للتطبيع بين إسرائيل والسودان على مسار المفاوضات بين مصر وأثيوبيا والسودان، قال رسلان "لا أظن أن اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسودان سيكون له تأثير مباشر في مفاوضات سد النهضة، وخاصة أن المفاوضات في مراحلها الأخيرة، وهي متعثرة للغاية ومتوقفة منذ شهرين تقريبا، والاتحاد الأفريقي لم يصدر أي بيان بشأن هذا التوقف، وطبعا الوقت ينفذ لأن الملء الثاني للسد سيكون في يوليو من العام المقبل، ولو تم هذا الملء بشكل آحادي دون توقيع اتفاق سيكتسب هذا السد حصانة بشكل ما لأنه سيحجز خلفه كمية كبيرة من المياه، وإذا حدث أي تدخل عسكري، سيكون

بمثابة تعريض للسودان لخطر كبير جدا".

وأمس الجمعة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تصريحات عقب إعلان التوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل  إنه "يتفهم موقف مصر"، حول أزمة سد النهضة الإثيوبي مضيفا أن "الوضع خطير جدا وقد ينتهي بأن تفجر مصر هذا السد".

وبدأت أثيوبيا تشييد سد النهضة على النيل الأزرق عام 2011، وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.

وقد أعلنت أثيوبيا بداية الملء الأول للسد في 21 تموز/يوليو الماضي قبل أن تعود وتقول إن ملء السد جاء على خلفية كثافة هطول الأمطار بالهضبة الأثيوبية مما ساعد في عملية ملء السد بصورة غير متعمدة، إلا أن إتمام عملية الملء الأولى لسد النهضة، بدون التوصل لاتفاق مع مصر والسودان، أثار حفيظة الدولتين.

وعلى الرغم من توقيع إعلان للمبادئ بين مصر والسودان وأثيوبيا، حول قضية سد النهضة في آذار/مارس 2015، والذي اعتمد الحوار والتفاوض سبيلا للتوصل لاتفاق بين الدول الثلاثة حول قضية مياه النيل وسد النهضة، إلا أن المفاوضات، والتي رعت واشنطن مرحلة منها، لم تسفر عن اتفاق منذ ذلك الحين.