ناخبون تونسيون: الديكتاتورية ولت بلا رجعة والانتخاب حق وواجب في نفس الوقت

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 15 سبتمبر 2019ء) سارة نور الدين. "عمري 80 عاما وهذه المرة الثانية التي أحضر فيها انتخابات حرة ونزيهة بدون تعسف" هكذا وصف الحاج عبد العزيز محجوب الانتخابات الرئاسية التونسية أثناء تواجده في أحد مراكز الاقتراع في تونس العاصمة​​​.

وقال محجوب، لوكالة سبوتنيك، "الديكتاتورية ولت ولن تعود، وحاليا لدينا انتخابات ديمقراطية شفافة، والتوانسة أحرار فيمن يختارونه رئيسا يمثلهم"، متابعا "الرئيس سيكون بمثابة الأب للعائلة التونسية".

بينما قالت الحاجة منيرة البالغة من العمر 75 عاما "قمت من الصباح الباكر وتوجهت للإدلاء بصوتي، هذا واجبي وحقي"، موضحة "قدموا لي كل التسهيلات داخل مركز الاقتراع، وخصصوا مكتبا خاصا لكبار السن لكي يساعدونا على القيام بواجبنا".

وأضافت منيرة "أتمنى أن يأتي الرئيس القادم بدون مشكلات للحفاظ على تونس، هذه بلادي، نريده أن يحب الشعب التونسي ويحافظ عليه".

ومنذ الصباح الباكر وقف آلاف التونسيين أمام مراكز الاقتراع في أنحاء البلاد بانتظار دورهم في الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد للبلاد، وسط أجواء وصفها مراقبون ومحللون بالهادئة، والسلسلة، التي تعبر عن رغبة حقيقية في المضي قدما في طريق الديمقراطية.

وقالت شبكة "مراقبون" التونسية إن 97 بالمئة من مراكز الاقتراع حول الجمهورية التونسية فتحت في موعدها المقرر في الثامنة بالتوقيت المحلي (السابعة بتوقيت غرينتش)، مشددة على أن 93 بالمئة من مكاتب الاقتراع التزمت بالإجراءات القانونية بينما شهدت 7 بالمئة فقط منها تجاوزات بسيطة.

من جانبه، وصف رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات التونسية فابيو ماسيمو أجواء الانتخابات بالهادئة والسلسة، قائلا في تصريحات للصحافيين "لم نلاحظ اي مخالفات يمكن أن تكون مؤثرة على مسار الانتخابات".

بينما قال محمد بن جاري أحد الشباب التونسيين الذين أدلوا بصوتهم في الانتخابات "نعرف أن نسبة الإقبال مرضية حتى الآن لكنني أريد من كافة الشباب النزول والتصويت من أجل بلدهم، نريد الحفاظ على مكتسبات الثورة".

وأضاف ابن جاري "شاركت في كل الانتخابات منذ عام 2014، لكن هذه الانتخابات صعبة، ولا أحد يتوقع نتائجها"، موضحا "نعرف أن هناك مرشحان أو ثلاثة قد يحصلون على أكبر نسبة تصويت، لكننا لا نريد أن يصل لهذه المراكز من لا يستحق، أو من هو بعيد عن مبادئ الثورة".

وتعد الانتخابات الحالية ثاني استحقاق رئاسي في تونس عقب نجاح ثورة "الياسمين" في الإطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير 2011.

وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية القائمة النهائية للمرشحين للانتخابات الرئاسية في 31 آب/أغسطس الماضي، وتضم 26 مرشحا، ويعتمد حسم نتيجة الانتخابات على حصول أحد هؤلاء المرشحين على نسبة 50%+1 من أصوات الناخبين، أو المرور إلى جولة إعادة بين المرشحين الاثنين الأوائل اللذين حصلا على أعلى نسبة تصويت في الجولة الأولى.

ولم تحدد الهيئة بعد موعد إجراء الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، مؤكدة أنها ستعلن نتائج الجولة الأولى في موعد أقصاه بعد غد الثلاثاء.

وقالت سمية بن عدلي إحدى الشابات اللائي شاركن في التصويت "الشعب التونسي تراكم لديه وعي كافٍ لتحديد مستقبله، وهذه الانتخابات أثبتت أن الكل تحرر من قيوده ولم يعد أحد يستطيع فرض اختيار معين على الناخبين التوانسة".

وأضافت سمية "أعتقد أننا ذاهبون لجولة إعادة، وأعرف أنني قد اضطر للتصويت لأحد المرشحين لكي لا يفوز الآخر، على الرغم من عدم اقتناعي الكامل بالمرشحين الـ26، لكن الأمر يتطلب من التونسيين مراقبة الأوضاع بعد الانتخابات خاصة وأننا مقبلون على مرحلة تنقيح للدستور"، مؤكدة "يجب علينا الوقوف أمام أي نوايا من الرئيس القادم لتغيير مسار الديمقراطية".

ويهيمن على أجواء الانتخابات الرئاسية التونسية دعوة معظم المرشحين لضرورة تعديل الدستور وتغيير نظام الحكم المختلط من أجل توحيد مركز صنع القرار في البلاد.

وقالت زمردة بن عطية إحدى الناخبات في تونس العاصمة "لا مجال لعودة الديكتاتورية، الشعب التونسي يختبر الآن ديمقراطية تبنى على التعددية، والجميع أصبحت لديه ثقافة ومعرفة سياسية جيدة من خلال مراقبة الأوضاع في السنوات الثماني الماضية".

وأضافت زمردة "يجب على كل التوانسة المشاركة لأن حق الانتخاب واجب أيضا، وعلينا المشاركة بكثافة أكبر"، متابعة "عدم معرفتنا مسبقا بالرئيس القادم إحدى مميزات الديمقراطية، ويجب على المرشحين قبول النتائج أيا كانت في نهاية المطاف، هذه عملية ديمقراطية تتطلب من الجميع الالتزام بالقانون".

من جانبه، قال رئيس مركز اقتراع نهج مارسيليا بتونس العاصمة عبد العزيز بهري، لوكالة سبوتنيك، "هذا المركز يعد ثاني أكبر في العاصمة من حيث عدد الناخبين المسجلين به ويضم 11 مكتب اقتراع"، متابعا "شهدنا منذ الصباح الباكر إقبالا متوسطا من جانب الناخبين للتصويت، مقارنة بانتخابات عام 2014، ونتوقع زيادة أعدادهم في المساء وبعد العصر".

وأضاف بهري "من خلال ملاحظتنا للأرقام الخاصة بالإقبال على التصويت، الكهول ومن هم أكبر من 40 سنة كانوا أكبر فئة ناخبين توافدت على المركز، أما الشباب فكان إقبالهم بطيئا أو ضعيفا، ونتوقع زيادة مشاركتهم في الساعات المقبلة".

وقالت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إن نسبة مشاركة الناخبين داخل تونس حتى منتصف اليوم لا تزال ضعيفة، مرجحة ارتفاعها تدريجيا فبيل إغلاق صناديق الاقتراع في السادسة بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينتش).

ويحق لأكثر من 7 ملايين مواطن تونسي المشاركة في الانتخابات الحالية، بينما يتوقع مراقبون عدم حسم السباق الرئاسي في جولته الأولى، وإجراء جولة إعادة خلال الأسابيع المقبلة.

جوجل بلس شارك في واتس ایب

المزيد من المقالات