ثلاثة عقود مرت على غزو العراق للكويت.. ما بعدها لا يشبه ما قبلها - أكاديمي مصري

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 02 أغسطس 2020ء) مصطفى بسيوني. استيقظ العالم قبل ثلاثة عقود على نبأ اجتياح قوات الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين للكويت، ذلك الحدث الذي تحول بما تبعه إلى نقطة فارقة في تاريخ المنطقة، حتى أن بعض من استيقظوا على هذا النبأ، لم يعرفوا النوم مجددا.

ولا تزال آثار الغزو العراقي للكويت في فجر الثاني من آب/أغسطس 1990، على الأوضاع في الشرق الأوسط، واضحة، ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة مصطفى كامل السيد أن ما بعد هذا اليوم لم يعد يشبه ما قبله.

وأكد السيد، في تصريحات لوكالة سبوتنيك، أن الأوضاع العربية وأوضاع الشرق الأوسط ككل تغيرت بشكل واضح بعد غزو الكويت قبل ثلاثين عاما، ولا تزال هذه التغيرات تؤثر على دول وشعوب المنطقة، موضحا أن "أبرز التغيرات التي نراها بوضوح اليوم، هو تراجع دور الدول العربية في المنطقة، وتقدم دور الدول غير العربية، وأقصد تحديدا تركيا وإيران وإسرائيل، فلو نظرنا إلى أبرز قضايا المنطق المتفجرة، سوريا وليبيا واليمن وفلسطين، سنجد أن إيران وتركيا وإسرائيل هي التي توجه مسار تلك الأزمات، والدور العربي يأتي تاليا لها، وهو ما بدأ يتطور منذ غزو الكويت".

واستطرد موضحا أن "العراق كان قويا يحسب حسابه من قبل تركيا وإيران وإسرائيل، والانهيار الذي تعرض له منذ الغزو ترك مساحة للقوى الإقليمية غير العربية للتمدد ولعب أدوار أكبر في المنطقة وبالطبع على حساب الدور العربي، بحيث أصبح الدور العربي في أهم قضايا المنطقة، وحتى في القضايا العربية نفسها هامشيا".

كما أشار السيد إلى أن الدور الكبير، أو القيادي الذي لعبته الولايات المتحدة الأميركية في تحرير الكويت، منحها الصلاحية لإعادة تشكيل المنطقة وفقا لرؤيتها، وأيضا وفقا للمصالح الإسرائيلية، خاصة مع تراجع الدور السوفياتي نهاية ثمانينات القرن الماضي، وغيابه بالكامل من بداية التسعينات وحتى 2003".

وتابع "هكذا يعد الحدث الأبرز بعد تحرير الكويت في 1991، هو مؤتمر مدريد للسلام وما تلاه من اتفاقات حتى أوسلو، وهو ما خلق قبولا عربيا بإسرائيل في مقابل حقوق فلسطينية، لم ينلها الفلسطينيون أصلا، وحتى الآن لم تولد الدولة الفلسطينية الموعودة، فيما كسبت إسرائيل اندماجها في المنطقة والسيطرة على المقاومة".

بعد غزو الكويت لعب الملف الطائفي دورا مركزيا في قضايا المنطقة، وهو ما يفسره السيد بما حدث عقب غزو العراق قائلا "بعد الغزو والتحرير، وبعد غزو العراق فرض نظام المحاصصة الطائفية في العراق. العراق قبل ذلك كان دولة موحدة ومتماسكة، والمحاصصة الطائفية انعكست على المنطقة بعد تطبيقها في العراق، فدعمت بقوة كل النزعات الطائفية والقبلية والعرقية، أصبحت الانقسامات كابوسا في المنطقة واتسمت كافة الصراعات والحروب في الفترة التالية بطابعها الطائفي والقبلي والعرقي، كما لو أن المنطقة عاد الزمن بها إلى الوراء".

وأضاف السيد "غياب الاتحاد السوفياتي طوال التسعينات فرض الولايات المتحدة كقطب وحيد في العالم وبالطبع في المنطقة، وهو ما استمر حتى غزو العراق في 2003 من دون قرار من مجلس الأمن الدولي، لكن مع تولي (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين السلطة في روسيا بدأ يظهر العالم متعدد الأقطاب ولكن كانت المنطقة قد أعيد ترتيبها بالفعل".

وفي السياق ذاته، لفت السيد إلى الموقف المصري وتحولاته في تلك الفترة، والذي تحكمت فيه الأزمات الاقتصادية، فيرى أن مصر كانت تمر بالفعل بأزمة في 1989، حتى أنها كان من الممكن أن تشهر إفلاسها، وتحت وطأة الديون، قبلت بالانضمام للحلف الأميركي العسكري في عملية تحرير الكويت، فأسقطت ديونها العسكرية من قبل الولايات المتحدة، وأسقطت نصف ديونها المدنية وتلقت دعما من دول الخليج، وأبرمت اتفاقا معتدلا نسبيا مع صندوق النقد الدولي، وبالمقابل أيضا تبنت تصورات واشنطن للتسوية في المنطقة، وكان هذا أهم عوامل نجاح الخطط الأميركية، نتيجة الثقل المصري".

جوجل بلس شارك في واتس ایب